أدب

سرة الشمس

شعر: سائد ابوعبيد | فلسطين

مِنْ طينِها أَخَذَ الفَراشُ سَبيلَهُ
واستَدرَكَ الضَّوءَ البَعيدَ ونجمَهُ
كم نَصَّعتْ لي دربَها!
حتى أَهيمَ إِلى لقاءٍ مِنْ بياضٍ لا يُغَبِّشُهُ بلاغةُ تيهِنا
بضفيرةٍ فَكَّتْ جَدائِلَ ليلِها
في جُبَّةِ العشقِ المُزاحمِ نَبضِها
واللَّيلكُ المرهونُ في أَجفانِها يُغري نوافذَ للقصيدةِ
كي أَراكِ بها خمائلَ زَيزفونْ
أُنثى ويقتبِسُ البَياضُ النَّرجِسَ الأَنقى على أَهدابِها
فمشيتُ أُبصِرُ سُرَّةَ الشَّمسِ المُضاءَةَ
بالمجازِ رأيتُها
ومشيتُ رغم خيوليَ الظَّمأَى
رفعتُ صهيلَها
فاستعَظمَ الضَّوءُ الذي ثقبَ الضَّبابَ
وشَدَّني والطَّيرَ في رئتي لأُدرِكَ مَنْ تكونْ
أُنثى تُكَوِّنُ لي نَهاراتٍ سِمَانًا
لِذَّتي بالشَّوقِ تُخرِجُني إليها ماسِحًا غَبَشَ المَرايا والغُبَارَ
رأيتُني وهَتَفتُ بي هذا أَنا ضِدانِ حُزني والفَرحْ
هذا أَنا وجهي وشوقي
وانتباهاتي وأَسئِلَتي
فغابَ الحُزنُ مِنِّي
صِرتُ في قَدِّ المَدَى قَمَرًا ويَعلَقُ في العُيونْ
يا نأمةَ الأُنثى التي تشتاقُني بالشِّعرِ في حُرقي وصَلصَالي
نما حبقٌ بأَوصَالي بِأَوَّلِ بسمةٍ مِنها
وأَوَّلِ همسةٍ مِنها حَبيبي
كيفَ تنساني الحياةُ إذًا
ويسقِطُني الدَّعاةُ العَابرونْ!
من زَيزَفونِكِ شَاعِري هذا
ومِنْ كلسِ النَّهارِ نَمَا
كأَنَّ بهاءَهُ نبعٌ وأَطلقَهُ الإلهُ لحنطةٍ جوعى
ليَعرِفَ ما يَكونْ
غنَّى ليعرِفَ منْ يَكونْ
غنَّى ليعرِفَ منْ يَكونْ
غنَّى ليعرِفَ منْ يَكونْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى