أخا صنعاء

د. سعيد جاسم الزبيدي | شاعر وأكاديمي عراقي – نزوى – سلطنة عمان

 

أخا صنعاء هل للركب بُدُّ

وهل ألقى عصا الترحال بُعدُ

///

وهل عند المقالح من مَقيلٍ

تُراحُ به متاعبُنا و وَجْدُ

///

فكم وَسِع الأحبة منه صدرٌ

وألفينا لديه يدًا تُمَدُّ

///

وصلّى الحرفُ لا يبغي سجودًا

ولكن يبتغي شَفَةً ليشدو

///

ومحرابا فسيحا لم يجده

بغير مَقيلكَ الأحرارُ تغدو

///

فكم ضاقت بنا الأنفاس خوفا

وحُوصرت الحروفُ فليس تبدو

///

أهبتُ بها فجاءت في حياءٍ

تعثرُ إذْ تهابُكَ وهي تعدو

///

فيا عبد العزيز مَنَحتَ عزا

لمَن ذلّت خُطاه وذلّ قَصدُ

///

أراني أسأل التاريخ حتى

أٌعزّي النفس لو يومًا يَردُّ

///

ليخبرني أمأرِبُ كان عذرًا

لأهلي حين عافوه وصدّوا

///

تقاسمتِ الخُطى دربَ المنافي

وجرّدهم من الأوطان وَغْدُ

///

فبعضٌ تحت نجمٍ في اغترابٍ

وبعضٌ ضمّه في السرِّ لَحْدُّ

///

وليست هذه شكوى وأولى

بها بوحٌ على الحالين ضِدُّ

///

مناجاة أخا صنعاء مُرًّا

مذاق الحرف فيها إذ تَنِدُّ

///

وتكفيرٌ عن الصمت المُدَمّى

بذكرك أو عقوقٌ مستجَدُّ

///

فكم عانى الذي قد كنتَ ترعى

وتدري كم أضرَّ المستبِدُّ

///

أخا صنعاءَ لا سلمتْ حروفٌ

إذا لم يجرِ منها فيكَ وُدُّ

///

أخا صنعاءَ لا سلمتْ ديارٌ

ودارك كلَّ يومٍ إذ تُهدُّ

///

ألا شُلّت يَدٌ طالتْ مقيلا

ولم يسلم من الباغين سَدُّ

///

ستبقى يا أخا صنعاء رمزا

وليس لنا سوى صنعاءَ بُدُّ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى