ماذا لو خرجت الآن من صقيعك؟     

أحمد كامل خطيب | شاعر سوري

“إلى روح الشاعرممدوح عدوان

عمريتُ مملكةٌ

ملكةٌ تغطُّ في النوم

قصيدة في نومها تسأل

آثمة حديقة غيري

تتسع لعواصم ورودكم؟

أية حظيرة أخرى

ترعى قوافل بهائمكم؟ !

غطوا أيها الشعراء

في نوم موجها

امتطوا مراكب صحوتها. ..

عار عليكم أن  تساووا

بين نهد وردة تفتحت للتو  صباحا

وبين ضغة عجوز فاجرة

تثفل كاهل الخيال

 

عارعلى القصيدة

أن تظهر مفاتنها

لغير عشاقها. ..

عار على المحبين

أن يستحموا

بغير عطر القصيدة

عار عليهم تدنيس طيفها…

 

أيها الشعراء العشاق

لا تحرقوا أطراف أصابعكم

لا تهتدوا بغير حدسكم..

 

وما على الجميلات العاشقات

إلا أن يتذوقن نبيذ الشعر

ويشربن من صافي حلمه. ..

 

من طير من خيال الحديقة

من على قمم أغصان الشجر

أحلام القصائد والعصافير؟

قصائد طالما حلمت

بصهيل نشيد الفرح. .

 

أيها الشاعر العاشق

ألست من أقنع النصوص

من أقنع الليل والنهار

بالوقوف على عتبات الحلم

والنوم على رمش شُباكه المفتوح؟

 

من يدعي

أن الشاعر يفخر بالانتماء

إلى خانة القديسين والوعاظ!

 

أيمكن لعاقل أن يصدق

أن سمكة تقود قطارا

أن صقرا يزحف

أن سلحفاة تهرول مسرعة إلى الخلف

أن غيمة تحتمي بقبعة مثقوبة

لتدخن غليونا. ..

من يصدق

أن ممدوحا لا يحب الرقص

بقصائده العارية

جهارا نهارا بفرح طفولي

أمام الملأ وعلى الطاولات…

 

من لا يصدق أن ممدوحا

زير إنسانية يضحكُ بجراةٍ

يبكي بعمقٍ من قلبه

يشاكس النصوص الهادئة

يشاغب داخل النص الرزين. ..

 

من يصدق

أن كلبا أجرب

ينقي القمل من رأس

فكرة حارنة

ينتشل الفسفس

من تفاحة حلم…

 

من يصدق

أن  قصيدة تخلع البكيني

لترتدي حچابا

أن تنورة مشقوقة من الأمام والخلف

تفسد الهواء

تخفي الحقيقة العابرة. .ّ

 

من يصدق

 أن ثمة أزمة في الشعر

أن غيما يرفض المرور

فوق ممالك التلال. ؟!

 

يا صديقي

ماذا لو خرجت الآن من صقيعك

لتدلنا فقط   – نحن عميان الشعر –

عمن اغتال القصيدة

في عرس مهرجانها. ..

لتدلنا فقط

عمن سفح عطر. الورد

الحالم في حضن أمه. ..

ماذا لو خرجت الآن من سباتك

لتدلنا عمن ذبح الوردة الحمراء

في عز النهار

عمن اغتال العشق والعاشق

في ليلة عيد العشاق. ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى