أطفاله والعيد
موسى محمد دبيش | اليمن
أبدأ هذا المقال بهذه الأبيات
قد اقبل العيد والأفراح تتبعه
فأين قلبي من الأفراح تسعده
قدكان ينزل مني بمنزلة
واليوم كل سعيد بت أغبطه
العيد مناسبة دينية عظيمة والكثير يطلق على عيد الأضحى العيد الكبير؛ لكل بلد ولكل مجتمع عادات وأعمال يقومون بها في هذه المناسبة تختلف من مجتمع لآخر ولكن المشترك في كل تلك المجتمعات فرحة الأطفال بكسوة العيد؛ وهنا سؤال يطرح نفسه هل كل رب اسرة قادر على ادخال البهجة والفرحة على قلوب أطفاله بكسوة العيد؟بالتأكيد الإجابة ستكون بـ( لا) قد نكون ممن يعيشون في مجتمعات يكون آخر همها هذه الكسوة ولكن هناك مجتمعات أكبر هم وهاجس يكدر صفو حياتها هو كيف يستطيع توفير تلك الكسوة وقف ذلك الأربعيني قبل خروجه من منزله ينظر إلى أولاده وبناته الستة قبل العيد بنصف شهر متأملا تلك الوجوه التي تنتظر تلك الكسوة بفارغ الصبر وتتوقع دخول الأب بها في كل ليلة يعود فيها إلى المنزل والأب يختلق الأعذار تلو الأعذار تارة ويلجأ للتسويف تارة أخرى يسأل نفسه ماذا عساي أن أفعل؟ كيف أستطيع ان اوفر تلك الكسوة؟ هذه الاسئلة وغيرها تتوارد عليه تباعا حتى إنه لايعرف إلى أين تأخذه خطواته المثقلة فلم يسمع ذلك الأربعيني لأصوت الفرج الذي كان يتمناه صوت مكابح السيارة التي أخرجته من دائرة الهم والغم والحزن والانكسار والعجز فيلفظ أنفاسه الأخيرة قائلا ربي أنت تكفَّلْ بهم؛ونعم بالله
وماذاك الأربعيني إلا نموذج لآلاف الآباء الذين عانوا ويعانون الحسرة بالنظر إلى عيون أطفالهم التي تخاطبهم في صمت: أين كسوة العيد يا أبي؟ وتلفهم الحسرة والإحساس بالانكسار والعجز؛ قد يتساءل البعض هل هناك مجتمعات تعاني فعلا بهذا الشكل؟ نعم هناك الكثير والكثير وهناك الكثير ممن يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف.