لحظة ولادة

نهى الطرانيسي | قاصة من مصر

بين الأزقة الصغيرة، والشرفات المتاخمة.. عتبات البيوت المُكَوَّمة بعبق الأقدام.. حاولت لفظ صخر أطبق عليّ من خارجي حتى استقر في الأعماق.
لم أجد فراغًا أصعد منه إلى السماء، ألم في الصدر.. صراع.. لعلها لحظة ولادة حتى أستفيق وأعود إلى براءتي، فطرة القدم جعلتها تساق وراء الهروب حتى الركض، ليدخل هواء بارد يُنفس قليلا عن شدة حرارة الألم، بعض نترات البحر من الجانب استمهلتني للوقوف… كلانا غاضب، أنت استطعت النطق.. سمعتك.. عساي أكون مثلك. لن تتحملني إن لفظت ما في قلبي وأخشى مواجهتك وأنت غاضب. كلانا لن يأنس للآخر.
بين وجوه الغرباء السائر منهم والجالس… الأصوات المتباينة.. حاولت أن أتلو الصراع حتى أنتهي منه، اشتد الألم أكثر لسماع آلم المارة وأناشيدهم الملونة بين الدموع تارة والضحك الهستيري تارة أخرى، يئست من نفسي بينهم حتى صرت أمزج الاختلاف بين الدموع والضحك حتى انتفض وخشي الجميع.. صار المسرح لي.. خاليًا.. فضفاضًا.. أسكن فيه وحدي، فيخرج الألم مريحًا مستقرًا لا يُخلّف شائبة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى