أكتبك حبا على ألواح التاريخ
ريناس إنجيم | طرابلس – ليبيا
أوَتعلم
مضى على وقوفي
أكثر من مئة سنة ضوئية
أمام عتبة قصيدة بكر
كنت قد نزعت حذائي
عند مفترق لوحة
محطمة العنق
تؤرجحها الرياح
مكتوب عليها
هذه الأرض حساسة
كسر قلبها الآف المرات
ورممت ذاكرتها
بمناجم من النسيان
وقفت معكوفة الحيلة
كـ سجين بلا سجائر
شارذة الهوية
كـ فراشة في العتمة
ضائعة أفكاري
كـ نوتة متمردة
على سلم موسيقى أصيل
أتنفس بعمق من ثقب إبرة
أملأ رئتي بعطرك المخبوء بمنديلي
استجمعني بكل ما أوتيت من لهفة
أتصنع الفضول
أطرق على جمجمة الغياب
بـ أظافر ملونة بالأعذار
وأرسم الدهشة على ثغر قلمي
قلمي الذي طالما كان
رفيقك في كل أطوارك
أقف الآن عاجزة تماما
عن اقتنائه و ترجمة
فوضاي وازدحامي بك
عن تلك النبضة الغافية في كنفك
وعن تلك الغيوم التي أغرقتها الدموع
وعن تلك الحقول الناعسة
بعد يوم طويل من التناهيد
الآن كل شيء بارد
وكأن عاصفة ثلجية
اكتسحت المسافة بيننا
لا شمس ولا ضوء
فقط انهيارات تتلوها انهيارات
وجثث ممدة في عروقي
تمنعني من التكاثر
و معارك طاحنة
عند مداخل شغفي
تعلن حالة النفير
وهيمنة مجلجلة
تفضح حنيني إليك
كلما تواريت خلف الأكاذيب
أجدك هنا بين خلجات آهاتي
تهتك ستر كبريائي
وتمزق بكارة عنفواني
بـ مخالب معسولة اللمسات
و حضور يشفي غليل الليل
لا أملك إلا أن
أكون مطيعة الأغوار
في حضرة صانع الأمان
كي أدخل باب قصيدتي
فاتحة لا غازية
وأكتبك حبا
على ألواح التاريخ