ستُشفى لأن كل السينات حلم

عزيز فهمي | كندا
مِنْ مُستشفى إلى آخر
ماذا تُخفي الدوائر؟
الليل يُشبه النهار
الغد يتوسد حضن أمس كئيب
فيحتار
يشتكي من وخز في الصدر
من ذبيب النمل في طحين العمر
في هذا المستشفى
اخذوا بعضا من دمي
ليفتشوا عن جينات مندسة
في حظيرة الوجود
أوجد 
لن أوجد
في ذاك المستشفى
جسوا غليان النبض
كي يبحثوا عن وصفة للبقاء
الجمر على الجمر يزداد اشتعالا
فيكثر رمادي
وجع أصفر يشاكس
وجعا أحمر
تختفي الابتسامة على الشفتين
فأرسمها مبتسمة ببريق الحمد
ستشفى
ستشفى
قال الأمل للألم
كما تُشفى الحقول من عضال الشتاء
في آذار
فأركب قطارا متوجها إلى مملكة السؤال
ماذا وراء الظلام…؟
أي شمس ستشرق…؟
هل ستزقزق العصافير على أغصان النوافذ…؟
نافذة تطل على نهر الزمن
هو يجري
هي تبكي
نافذة تطل على بيدر الذكريات
ذكرى تُفرح
أخرى تُوجع
نافذة تحرس الأحلام
النوم ليس نوما
اليقظة كذبة العينين
ومكر الرموش
تقول الكلمات ما لا تعي
تقول ما لا تدرك
فأصابُ بحمى التأويل
الوجع خبيث جهة القلب
هذا الصباح
المفاصل تئن من كدمات المسافات
هذا المساء
كلما مشيت أصل
حين أصل
لا قبله
لا بعده
يذوب ترابي في التراب
تنبت فكرة
الحياة أغنية
والأغاني ألحان ومقامات
تارة تطرب
فتتمايل فرحا أوتار العود
والكمان
تارة تؤلم
فتحشرج أوتار الجيد
الحبل من مسد
ستُشفى قال النغم
وسكت…
ستشفى أعاد القول
وصمت

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى