في يوم الطفل.. وأد الطفولة
ماجد الدجاني | أريحا – فلسطين
طفولتنا إذاما لم نذق يوما سلافتها
وفي كأس الأسى يوما أذبناها
إذا في زحمة الأيام ضيعنا ملامحها
ومن يدنا أضعناها
إذا وجه البراءة مرة …….شاها
إذا يوما شربنا كأسنا كدرا
وكل مشاعر في القلب صافية
بسبق الرصد والإصرار
في مستنقع عطن دفناها
وتغريد الفؤاد وكل شدو عنادل الوجدان
باسم مبادئ الحمقى
بأيدينا خنقناها
بأيدينا وأدناها
وأغلقنا مسامعنا
فلم نسمع توسلها
ولم نسمع لها آها
وفي صحراء ردتنا دفناها
سنفتح ذات يوم أعينا عشيت
قذى الأيام غطاها
وعن أحلى رؤى في العمر أعماها
و نسأل هل ترى تهنا عن الطرقات
أم عنا طريق هنائنا تاها
إذ ما لم نعش يوما طفولتنا
وقمنا نخلق الأعذار…تبريرا و تخديرا
وقمنا نوسع الأحلام تكسيرا
وتحريما وتحذيرا
بحثنا في خبايا الحاضر المعتل
عن معنى لمعناها
نحاول أن نعيد لها بلا جدوى صياغتها
نحاول جهدنا عبثا..
..نحاول كي نجامل
أو نزور حسنا ترميم مبناها
ونحلم لو لعبنا “الإكس” في الحارة
ولو يوما صنعنا مثلما الأطفال
بالأسلاك سيارة
وفي الحارات قدناها
…بلا خجل من الأوغاد قدناها
ذوت في قبضة الماضي طفولتنا
وما عدنا نرى في الحاضر السادي
وكيف تبين سيماها
وهذا الحالك ألد يجور جللها
ذراع ضبابنا المألوف غطاها
وكنا بالمدى دوما
نمزق خدها ونقلم الأهداب
نشوه بالتقاليد التي تردي براءتنا محياها
ونسأل يا لشقوتنا.
..لماذا وجهها شاها
خنقنا القلب
لم نسمح له بالبوح عن مكنونه الغالي
ولا يوما تفيأ ظل موال
ولم نفتح محارته
لنسمع دندنات اللؤلؤ المكنون في النبضات
لم نسمع نداء الروح
نفهم سر نجواها
….
حدائق عمرنا الماضي تركناها
لريح صرصر في يوم نحس
كفها الحمقاء تزجيها..تطوحها
وفي واد سحيق غير ذي زرع
ستلقيها
مشاعرنا لإعصار رميناها
فكيف حديقة ذبلت
سنحظى بالشذى منها
وما يوما سقيناها
فيا رب الوجود
وخالق الإنسان من عدم
وأنت النفس من في البدء سواها
وألهمها مشاعرها وتقواها
وأنت مقلب الوجدان…والرحمن
اعد للقلب هدأته
أنر يا رب ظلمته
وروّ الروح من ظمأ
أعد يوما سكينتها
وكن بهداك ساريتي وبوصلتي ومجدافي
تركت سفينتي في رحلة الأيام
(باسم الله مجراها و مرساها)
فإن الروح قد وهنت
ونبض القلب قد تاها
أضعت طفولتي مني
فأين ترى سألقاها
وهل أنسى
وكيف ترى سأنساها
أنا المحتل
لست أقاوم المحتل
ولحظك جيشه في مهجتي أنزل
فكيف أكون تحت الماء
تحت الغيم حين أنهل
ولا أبتل
وأنت غرامي الأول
وليس أمام جيش الحب من عينيك يغزوني
لي من قوة او حول
وكيف ترى سأصبر والهوى كالنار
كيف ترى سأصبر والثواني حين لا ألقاك
تمضي مرة وبطيئة كالحول
وكيف ترى سأصمد والهوى يأتي
كما الإعصار يأتي عارما كالسيل
فهل لي في الهوى من خطوة
او نيل
خيول القلب كانت في مدار العمر جامحة
فكيف لجمت في الإضلاع
كل الخيل
إنا أهواك….لا لا تبخسي الأضلاع حاجتهم
واوفي الكيل والميزان
قال الله:أوفوا الكيل
فويل للتي في الحب
تنقص للحبيب الكيل
فقد بلغ الزبي في الحب
هذا السيل