تجسيداً لما حصل قُدّت الأماني
مصعب أحمد عبد السلام شمعون | السودان
كُنت أريد أن أحكي للحبيبة
الحبيبة القادمة من الغرب
عن سحنة الكاكاو فينا
لكّنّ ثَمَّة إلتباس يُطل فيّ
مخافة السؤال
هل لديكم مصنع
هل تنسجون خلطة الكراميل على الكريمه
لاطفتها بسبابتي حين إشارةً
هُناك مصنع هُناك
ثُمّة خفوت في الصوت كان مصنع
ينسج القُطن الموشى بعرق السُمر
ثُمّ نلبسُ مِما نصنع
كانت دمعتي على موقد الصدق تتبخر
نحنُ قوم ما عهِدنا الكذِب
هُم الحُكام من أخبرونا ناكُل مِما نزرع
ومنحونا بذرة لتُبذر
بمحض عفويتنا دسسناها في تُربتنا
نبتت كِذبةٌ كِبرى
أطلت مياسم الحصاد
مرّ عليها سرب الجراد
طويلة هي عمائِمهُم تُقشِر لِحاء صبرنا
مبثوثون نحنُ على صحرائهم
نُواجه العطش وسحابة وعودهم لا تحبَل
يهطلون مُزنً في المنابر
وحقيقة غيثهُم إجتراح في كبد الصفاء
حتى النيل عكروا صفوه
حملوه مشيئة الشهداء
مِن أي رحِم يولد اللا إنسان
هل لأمهاتهم جنات تحت الأقدام
سُبحان من خلق الخير والشر
وأنشاء مُضغتهُم
لولا معادلة الطبيعة لنبذتهُم الأرض
حتى تمنح السكينة لسطحها
فقد عاثوا فيها ضجيجاً وفساد
كُنت اقول لها
عِندما ينتهي هذا الأسى
ونصعد منابر القصيدة
سنحكي حتماً عن الحُكام
سنُحمل النص إثمهُم
ثُمَّ نقول في مطلع القراءات
بسملة لك يا فؤاد ونُحسن الوقوف
بكل صبر الحكايا الممدودة فينا
كُنا لِطاف في أول النشوء
كُنا على مرمى شوق وامل
نمشي علي طرف المدائن
كُنا نبث أنشودة الخلاص
بأفواه الصبايا
سلامٌ سلاما ما حدً مُتسع الوجدان
وُلِدنا على هيئة ملائكة
بصبغة إنسانيتنا الأولى
خرجنا على هذا المعترك كُل وجيناته
كان يفوح مِنا الطيب
ثُمّ أرتدينا هيئة التعايُش
نشذ مِنا ثلة
إرتدوا بِمحض إرادتهُم هيئة الخُبث
ثُمّ كانت الجريمة…
سميناهُم الحُكام ملكناهم زمام الأمر
نحنُ الرعية وهُم الرعاة
لا جَستنا مِنهُم المسؤلية
لا أماطوا عنا الأذى
كُل الدروب وعرة في حضورهم
حفروا فينا هاوية الحُزن
ثُمّ طلبوا الصبر مِنا
قُلت: لها
في رُقعة محفوفة بالمخاطر نعيش
جلباب الوطن مُهتري
ومازلنا بذات عِفتنا إلا الحُكام
يتسولون بِكرامتنا
يُهدرون أسمى معانينا
نحنُ السُمر أولياء العفاف
نطِلُ مِن معترك الأمُنيات
لنصافح الكرامة المعقُودة فينا
يا جسد النيل المُشرع للعبور
رحِيمًا تسير
ما حدَّ مُشوار خُطاك آثِم
لكِن الساسة يعتقِلون مُحيطك
يُبايعون صفاءك للمُحملون بالخطيئة
مِن أي مزاد أتيتم بِطلاقة الخيانة
حاكِم مرهون للإفك
يدير طاولة للقمار
نحنُ الأوراق وانت قِطعة النرد
وكُل رمياتهُم خواء
لا عددهُم الكبير يكسب الجولة
لا الصِفر يُنقذنا مِن هذا الرهان
قالوا توسدو ضفتي النيل
ولتمنحوا الشوارع هذا الهدير
خرج الصبايا خَرجنَّ نِسوة بلادي
كُلٌ يُنادي بهتاف الحُرية
والبنادق شواهِد
كُلما توسدت رصاصة جسدً طري
قالوا هذا مدعاة للسلميه
كان الشعب فائض بالأماني
كان تمازج السحنات
مضى الهُتاف تحشرجت الحناجر
والسقوط قاب صبرين
أتى اليقين بان المدى
ها قد بصرنا راية المجد
ثُمَّ أتى الطُوفان
السنابل الأينعت جَسّها الجفاف
سُرقت الأماني عيانا
هاذي هاوية السقوط تضُمنا لإنحدارها
مِن أي فجِ سحيق أتيتم
سؤال الخبز وبُكائية الأطفال
يا أيتها الظلال أجيرينا
أجيرينا من شرّ قد التهب
فهذي المدِينة سُرِقت
وهذي البلاد ما وسعتها رحمة الشُهداء
هُم تركوا لنا شرف الإجابة
وما دروا أن السؤال من بعدهم أُنتُهِك.£