رسالتي إلى الصائمين الصغار
نوال عايد الفاعوري | الأردن
للصائمين أول مرة، الجميلون، الذين لا يملّون من السؤال عن الساعة، يخجلون من أن يأكلوا، ويعدون بأن يصوموا “كل رمضان” والعيد كمان .. للمتسحرين بعد صلاة الظهر، المسموح لهم شرب الماء فقط، الصامدين رغم كل المُغريات حتى أذان المغرب… للناظرين إلى الساعة كل خمس دقائق، المتأففين بخجل، يأتي الصوت من أقصى الصالة، أمام التلفزيون، مع صوت “ريمي”: ماما .. العقرب للصغير على الثلاثة، والكبير على الثمانية .. للعائدين طفولتهم، 15 سنة للوراء، أو أكثر، المُتحلقين حول المائدة، ببعض ابتسامات وكثير انتظار، الراوين ظمأهم وجوعهم بفرحة، يُناولون بعضهم الصحون مملوءة بالحب، والأكل… للقارئين القرآن صغاراً، يتهجّون الأحرف كما يتهجون الحياة، يُهجّون فيُخطئون فيُحتضنون، يعرفون أن الله يحبهم، ولذا يحبوه، ويخافون أن “يُزعلوه”.. للسامعين كل صوتٍ من سماعات المسجدِ أذاناً، أو هكذا شُبّه لهم، القافزين فرحاً “هيه .. أذّن”.
ويا ربِّ مِن أجلِ الطفولةِ وحدَها
أَفِضْ بركاتِ السّلْمِ شرقاً ومغربا
///
و صُنْ ضحكةَ الأطفال ياربِّ إنّها
إذا غرَّدتْ في مُوْحِشِ الرّمْلِ أعشبا
///
ويا ربِّ حَبِّبْ كل طفلٍ فلا يرى
وإنْ لَجَّ في الإِعْنَاتِ وجهاً مُقَطَّبَا
///
وَهَيِّءْ له في كلّ قلبٍ صَبابةً
وفي كلّ لُقيا مرحباً ثم مرحبا
.
.
أرى نفسيَ فيكم صغيرة، وأحسدكم، فما زالت الحياة لديكم جميلة… كونوا بالقرب منهم، لتعلموا أن الحياة لا تساوي بسمة زهرة تتفتح في وجهك، أو ضحكة طفلٍ تفتح لك زهرتك .. وحين أطلبُ منكم قبل المغرب الدعاء، فأنا أعلمُ أن ما بينكم وبين الله “نظيف”، لم يُلطّخه شيء، وأنّ الله يسمع منكم كثيراً، كثيراً جداً.
محبّتي يا صغار، وقُبلاتي.