أتراجع في آخر لحظة
زكريا شيخ أحمد | ألمانيا
أراقب المدى
كيف ينسل بهدوء ،
كيف يخطف أفراحنا الخفيفة بسرعة البرق .
أرى تثاقله حين يهم بحمل أحزاننا الثقيلة .
و أحيانا كثيرة يتكاسل و يتركها
تتكوم على صدورنا كالجبال .
أراه كيف ينزع من ذاكراتنا اللحظات الجميلة التي زارتنا بالصدفة ،
و يغض الطرف عن اللحظات الطويلة التي ذبحتنا .
لا جدار يحجب عني المدى و لا حجاب .
أراه حتى لو كنت معصوب العينين أو نائما
في الأحلام و في اليقظة .
أراقب المدى بخشوع دائم .
حيث تفوح منه رائحة الأحلام المذبوحة
و رائحة الأماني المجهضة
و الأفكار المقصوفة .
حيث الكثير من الأرواح التي تبكي
حيث الكثير من الأرواح النادمة الخجلة
على ما حملته من كراهية و أحقاد .
أفكر بابتلاع هذا المدى اللعوب
كل ما أحتاجه معدة قوية ،
فما مرنا
و أسنانا سليمة قادرة على المضغ ،
لكني أتراجع في آخر لحظة .
ماذا لو أنه كان المدى الأخير ؟