زمن متعب بعبثه
عزيز فهمي | كندا
على مقربة من النهر
كنا نداعب الضفادع
نزن كلامنا على نبر النقيق
الطين يعيد تشكيل البدايات
الماء يرتدي طعم البراءة
يلبس ملوحة الجراح
يعتلي صهوة العطش
نراه يمر
دون أن يمنحنا وقتا
“لنستحم فيه مرتين”
على مقربة من رؤياي
الطيور على الحدود أسيرة
لا هجرة بعد اليوم
نعقت الغربان
التي تحتفي بعورة الجثت
تَصْلُب النداءات في حناجر العصافير
تغرس الأجساد في الحفر
فتنة على شاهدة الزمن
يضحكون كالفيلة علينا
نصدق أنيابهم
نغفر لغيِّنا
تصفعنا ثانية بلادتُنا
فنصفق
كناسك أحمق
وجد الحقيقة في كلام الحجر
فَعَبدَهُ
وَعبَدَ ظلَّهُ حين يظهر
وحين يختفي
ينتظره…
على مقربة من اليقين
خيام الأسئلة
تزداد انتصابا وسؤالا
تتشبث بما رآه المعري
“أين القبور من عهد عاد؟؟”
فأسأل:
أين البارحة في هذا الآن الذي يئن؟؟
كثرت الشياطين في سواد الخبز
فرت الملائكة من بياض الحليب
نكتب وصاية الريح
على شارب الزمن الأبيض
نقبض على بسمة التيه
فنمشي أنا وأنت
نجمع كل الأصوات
من آدم إلى الصاخة
لنكتب قصائد مصلوبة على هيكل الضياع
ضياع الأمس والغد
وضياع النبض في القلب…
على مقربة من النبض شك
صدى النداء
صراخ السؤال
أسألك يا ديكارت:
لماذا خدعتني؟
فإني كلما أمعنت التفكير فيَُ
تلاشيتُ أكثر
تَمَّحي أسارير السبل التي تقودني إليَّ
كما يمحي السراب في كف عطشان
فيزداد الشك ثقلا
في حقيبة إيماني
ويكبر
على مقربة مني لا أجدني
فلماذا أنا أتعبُ
وأنت تعبث
لماذا…؟