الشاعرتان السوريتان لميس الرحبي و ليلاس زرزور (وجهًا لوجه)

خاص | تركيا

 لميس الرحبي شاعرة سورية من مدينة دير الزور – الميادين وحاصلة على إجازة في الاقتصاد من جامعة حلب، وهي المشرفة العامة على رابطة شعراء العرب، وعضو ملتقى الأدباء والكتاب السوريين في تركيا، وأمينة السر في الجمعية الدولية للشعراء العرب في اسطنبول وهي العضو المؤسس لمنتدى ورد البلد للمرأة السورية في أورفا، وعضو لجنة متابعة في – شبكة أنا هي- وكذلك عضو بمنصة دير الزور في مركز المجتمع المدني والديمقراطية، وعضو شبكة حماية المرأة وشاركت في مؤتمرات دولية ومحلية بالشأن العام وشؤون النساء، وتشتغل بالتدريس حاليا في إحدى المدارس التركية بمدينة اسطنبول، وحاصلة على دروع مهرجانات أدبية وشعرية في اورفا وعينتاب واسطنبول، كما  نشرت لها العديد من المجلات الورقية والمواقع الإلكترونية، وصدر لها: (ديوان “ملامح النور ” طباعة دار النشر في رابطة شعراء العرب في دبي، وديوان “نبض الأميرة” طباعة دار صفوة الأدباء في الكويت، ولها قيد الطباعة: (ديوان الشال الأسود ورواية هباري)

… كان لنا معها هذا الحوار الماتع القيم ..

متى اكتشفت موهبتك الشعرية ؟ وهل كان للظروف التي عشتها دورها في ظهور هذه الموهبة ومن كان له الفضل في اكتشاف موهبتك الشعرية ؟

كنت في سن العاشرة حين كتبت اول كلماتي عن فلسطين الحبيبة وكنت حينها أعيش في جو مفعم بالادب والثقافة حيث الوالد رحمه الله واعمامي من فئة المثقفين والادباء والشعراء واستقيت منهم هذا النبع الذي لاينضب

الشعر الحقيقي هو انعكاس لموهبة ولكن ذلك لا يكفي لإنتاج ما نصبو إليه من إبداع .. ما هي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة ؟

 القراءة والمطالعة المستمرة

هــزّي بـجذعِ الـهوى

 يـا قـبلةً لـثَمَتْ خــدَّ الـقـصيدِ

فـغنّى الـحب ألـحاني

ذكـرتُ فـي غـربتي

 أحـلى شـمائلِها .

تـلامسُ الـروحَ

فـي أعماقِ أشجاني

مــا كـنـتُ أدري

بـأنَّ الـعمرَ

يـخذلني 

حينَ ابـتعدتُ ….فـفاضتْ كـلُّ أحـزاني

والـدمعُ أذرفـهُ حـينَ اسـتمعتُ

 إلـى ســتّ الـحـبايب

يا مـيـناءَ شـطآني

يــا ســرَّ هـذا الـهوى

 يـغفو بـأوردتي

 ويا غـراماً جـرى.. فـي نـبضِ شرياني

يـشتاقكِ القلبُ والعينُ.. التي سهرتْ …

فـالـشوقُ لـوَّعـني

والـبـينُ أضـناني

أشتاقُها الآنَ

كي تحظى بها شفتي …

هْــيَ الـحبيبةُ فـي سـرّي وإعـلاني

ولستُ أنـسى نـداكِ العمرَ

 يا أملي …

 أمَّـــاهُ رفــقـاً

 فـقـد أجّـجـتِ نـيـراني

كثير من الشعراء لديهم الحظ ولكن ليس لديهم المعجم اللغوي كيف تفسرين ذلك؟

لا شعر مع الحظ وإن كان فهو فقاعة ليس الا  وستمضي عليها فترة من الزمن وتتلاشى

ما رأيك بالحركة الأدبية حاليا خاصة بعد انتشار وسائل التواصل الإجتماعي السريعة؟

الحركة الأدبية واسعة الانتشار بفعل وسائل التواصل وهذا ما يجمع الثمين والغث ولابد أن يميز الجيد من السيء  ولكن يجب الانتباه لظاهرة سرقة النصوص والتعدي على ملكية أصحابها

هل يمكن القول أن المعلم هو الأساس لإطلاق أي موهبة أدبية/ وهل يستطيع المعلم أن يختصر على الموهوبين سنوات طويلة يحتاج إليها الموهوب لتطوير ذاته ؟

 ليس بالضرورة هناك مبدعون بالفطرة وإن وجد المعلم فهو لتطوير الملكة الشعرية والقدرة المعرفية

ما رأيك بالنقد؟

أؤيد وبشدة النقد البناء دون إساءة لمشاعر الكاتب لانها من شخصيته وذاته وروحه وعلى الناقد أن يرتقي بالنصّ نقدًا بموضوعية

هل ترين أن الشعر العربي حاليا يمر بحالة تقهقر ؟

 الشعر العربي في جميع حالاته مثل تخطيط القلب قد يرتفع أو ينخفض ومع ذلك هو جميل بكل محفل وخصوصا بظل الأزمات التي يعيشها الشاعر فالإبداع يخلق من رحم المعاناة

–  لاذنب لي

لاذنبَ لي وجعُ الكلامِ سيختفي

مستهدفٌ حرفي وصوتي ينطفي

وهناكَ في أقصى البلادِ تقودني

طيفاً لنيرانٍ تزيدُ تلهفي

كأسانِ للآتينَ كسَّرَها المدى

فيها شربتُ الصبرَ فوقَ تصوفي

أمي حنينُ الموجِ

أينكَ يا أبي؟

بلْ أينَ يمضي بالفراتِ تلهفي

سألومُ قلبي حينَ سافرَ بعدكم

شبحاً يهيمُ على الملامةِ يختفي

شهقاتُ منْ أبكى الحجارةَ لمْ تزلْ

رسماً على الحيطانِ دونَ محرِّفِ

نَوحٌ قديمٌ يستقرُّ بخاطري

لمْ يبقَ للآلامِ أيُّ تلطفِ

منْ أنتَ حتى بالملامِ تذيبُني

وتذيبُ  قلبي دونَ وصل ٍ مترفِ

اسمي هناكََ وكنيتي وبطاقتي

فليعلم ِ الآتونَ أنكَ متلفي

ألا تشعرين بأن هناك تباينا بين الشعر المعاصر والشعر القديم ؟

أرى أن هناك ارتباطا وثيقًا بينهما، وأرى أن الشعر الحديث يكمّل المسيرة ويمنحها  كل جديد في هذا العصر

ما نوع الشعر المفضل لديك ؟ وهل الشعر هو تعبير عن الإحساس؟

 الشعر العمودي المفضل لدي وهو أصل الشعر في اللغة العربية وكذلك التفعيلة ولا أنسى الشعر الشعبي الفراتي فهو عالم آخر فالشعر إحساس أولا وكل ماعداه نظم

هل الشعر صناعة ؟

الشعر وما أدراك ما الشعر.. الشعر إحساس أولا وكل ماعداه نظم

ما رأيك بقصيدة النثر التي تحررت من القافية والتفعيلة والوزن وزاحمت القصيدة التقليدية ؟ وهل أنت مع تصنيفها تحت خانة الشعر ؟

يكفي قصيدة النثر أنها أثارت حوارا وجدلا بين الشعراء والشعراء وبين النقاد، ومن له صلة بالنقد الأدبي ومن لا يعتد به في هذا المجال حتى تحول هذا الاهتمام من مجال فني شعري في بعض الدراسات إلى فكري، وثقافي وأيديولوجي

كيف ترين الوطن في شعرك ؟

مفهوم الوطن يرتبط بالمكان والذكريات وأيام الطفولة لذا ألجأ له بحالات الحنين الدائم وله كتبت وله اكتب للبيت والياسمين وطريق المدرسة وووو

ماهي العوامل التي ادت إلى الحد من انتشار الكتاب الورقي في عالمنا العربي؟ وهل تعتقدين بأن وسائل الاتصال الحديثة سهلت الحصول على النسخ المجانية إحدى هذه العوامل ؟ 

الديوان الورقي هو إثبات للحضور وتوثيق للسيرة وللتجربة الشعرية.. لكن بالتأكيد عالم النشر الإلكتروني خطف الأضواء من الورق ولكن برأيي لا يوجد أحن من الورق وألذ من ضم الديوان إلى صدرك كالمولود الجديد

كيف تجدين المرأة كشاعرة ؟

المرأة هي الأرض والوطن والجمال وعنوان رقي الأمم فكيف إذا كانت شاعرة

ذاكرة

لمْ يبقَ ياداري البعيدةَ ذاكرةْ

مذْ ألف عامٍ والدموعُ مهاجرة مذْ كنتُ في نهرِ الفراتِ حمامةً

وأنا وروحي بالخيالِ مسافرة

مابالُها هذي البلادِ تلومني

فأنا النوارسُ و البحارُ سماسرة

بجمالِها زينتُ يوماً وجنتي

في موسم التذكار كانت حائرة

حييتَ يانهرَ الفراتِ بدمعتي

حالي وحالُك كالغيومِ الماطرة

ماذا وقلبي ينحني بتواضعٍ

بجلالِ قدرِكَ قامتي متناثرة

هلْ أخبرَ الطيرَ الشريدَ بعلّتي

فاليومَ ماتَ بي الشعورُ مكابرة

حتّامَ بالتشريدِ رأسي كاللظى

وهناكَ عرشي يذبحونَ ضفائره

أهديكَ ياتربَ الشآمِ حكايةً

بوحاً لقلبي يرتوي بمغامرة

أنا ما اختنقتُ و إنّما بي طفلةٌ

هزمتْ بها الأفراح تلك الطائرة

تغفو العيون وبي تضج حقيقة

ظلت على أهداب روحي ساهرة

مذْ كنتُ شباكًا لبسمةِ أمتي

والقهرُ ينشرُ بالعيونِ ستائره

مذْ كنتُ دربًا للعبورِ الى الهوى

والحزنُ يبني في الضلوعِ متاجره

مذْ حمّلتني الريحُ سرَّ هبوبِها

أيقنتُ أني في حضوركَ شاعرة

هل توافقين على مقولة: إن إصدار الدواوين هو إثبات للذات أولا وأخيرا؟

إصدار الدواوين من أجمل المشاعر التي يصل لها الشاعر الحقيقي لكنه ليس اثبات للذات حيث أكبر الشعراء لم يكن لهم أي اصدار ومع هذا نحفظ أشعارهم إلى الآن

ما سر نجاح الشاعر؟

صدق المشاعر والأحاسيس ورقي التعامل مع الحرف والكلمة

لمن تودع أسرارك وأراءك الشخصية

للبحر

لو جلست وتساءلت حول ما أنجزته فماذا تقولين:

مازال لدي الكثير لأنجره والعمر يمضي فقد فاتنا الكثير

ماهي كلمتك لجيل اليوم؟

 لا تنسوا القراءة.. لا تدخروا وقتا ولا جهدا في طريق العلم والعمل

كلمة تحبين توجيهها إلى القراء؟

عسى أن يعجبهم شيء من ملامح النور ونبض الأميرة.. مودتي للجميع وشكرا لجميع المتذوقين والمهتمين والأحبة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى