ميـــــلاد: ” رؤية بعيني جنين “

مصطفى جمعة | شاعر وكاتب ليبي

الهدوء حولي يتململ.

شيء ما يتغير، جسمي لم يعد يتحرك ..رأسي في اتجاه واحد..

تلك الأنفاس الرتيبة التي كنت أطمئن بوقعها تتزايد يخالطها أنين متوجّع..

مَهْدي الذي كنت أسبح فيه عائما يضيق بي ..تقلصاتٌ تضغطني وتدفع بي دون هواده إلي حيث لا أدري.. ياإلهي ..إلي أين؟

الصوت الهادئ الذي كان يتردد في كل مكان حولي بدأ يعلو ويعلو حتي غدا صراخاً.. اندفاع  يسحق جسدي قوة هائلة تدفع بي إلي المجهول عالمي يتخلي عني ..يلفظني ..يطردني.. ضجيج هائل وأصوات طاغية تخترقني ..وتعلو .. وتعلو.. وجسدي الصغير ينسحق بضغط مريع.. بدأت أشعر بفراغ مخيف يبتلعني .. بارد .. موحش.. مخيف.. ينزلق إليه جسدي شيئا فشيئا..

البرد..يزداد..الفراغ يزداد..

عالمي ينهار حولي يتدفق

..يتلاشى.. ومعه الهدوء والدفء .. صرخة مدوية تخترقني اندفاع قوي قذفني في فراغ مخيف..

عالم آخر..  أصوات مختلطة برودة تلفني .. خوف.. رعب .. حشرجة تنفلت من رئتي استنشقت أول دفقه هواء ملأتني .. صرخت.. وصرخت.. أريد أن أعود حيث كنت. لا أريد هذا العالم لا أريده..

تلقفتني أيدي ووجوه وعيون تنظر إلي.. وأنا أصرخ.. وأصرخ.. لكنهم يريدون هذا الصراخ.. هذا الألم.. ليتهم يفهمون.. لا أريدكم.. لا أريد عالمكم..

أريد ذاك السكون الهادئ .. الدافئ حيث كنت وذاك النور الذي كان يتراءي لي والصوت الهادئ الذي كان يحيط بي.. أصواتكم تعذبني أيديكم تؤلمني ..

هل هذه هي الحياة؟

هل هذه هي الدنيا؟

صراخي يقول لكم .. لا أريدكم.. لاأريد دنياكم .. لاأريد حياتكم..

تناولتني يد وجدت لها مسا آخر وضمني جسد أعرف دفئه وسمعت صوتا وأنفاسا طالما سمعتها أحسست بخوفي يزول وجزعي يهدأ وتوقفت عن الصراخ.. هل اقتربت من العودة مجددا؟؟

ربما لا.. ولكن دعوني هنا.. قريبا من موطني.. من دنياي وعالمي.. وتذكروا

 دائما .. لم آتكم باختياري..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى