ابراهيم مطر .. شعلة مضيئة تتوهج بالحق الفلسطيني الذي لن ينطفئ
محمد زحايكة | القدس – فلسطين
ومضات الصاحب الباهرة
يتميز الباحث والاقتصادي والمحاضر إبراهيم مطر بقدرته وصبره على المتابعة والجلد والمثابرة لكشف أكبر سرقة أملاك في التاريخ تعرض لها شعب وهو شعب فلسطين من خلال الغزو اليهودي على مرحلتين، في عامي 1948 و 1967. ومنذ عرف الصاحب مطر وهو يجول في الأرض الفلسطينية مع مؤسسات دولية من ضمنها القنصلية الطليانية في القدس وغيرها ربما، لتنمية مناحي تعليمية وثقافية وبنى تحتية تسهم في تعزيز وتمكين تواجد الفلسطيني على ما تبقى من أرضه وأملاكه .
ودأب إبراهيم مطر على متابعة أدق التفاصيل لكشف خبايا السرقة الكبرى وخاصة أملاك الفلسطينيين في القدس الغربية والشرقية حيث أصدر كتابا موثقا باللغتين العربية والإنجليزية لأنه يستهدف الأجانب كي يطلعوا على حقيقة وتفاصيل هذه الجريمة الكبرى في السطو على ميراث شعب كامل تطبيقا لمقولة ” طردوهم من وطنهم وورثوهم.. أيضا “؟ .
كان الصاحب يتابع نشاط مطر المسكون بهموم شعبه الفلسطيني ومحاولة الدفاع عن ارثه الحضاري والمعماري وبيوته والاحياء العربية التي هجر منها في الطالبية والقطمون ودير ياسين ولفتا والمالحة وغيرها إلى جانب العديد من دور العلم مثل كلية تراسنطا في القدس الغربية والكلية العربية على جبل المكبر ومنازل المفكرين الفلسطينيين إدوارد سعيد في الطالبية وخليل السكاكبني في القطمون وأرض الكنيست التي تعود لمواطن من قرية لفتا المهجرة والكثير من معالم القدس العربية الفلسطينية التي باتت تحت سيطرة المعسكر المعادي بالقوة المسلحة والبلطجة وحماية ودعم القوى الاستعمارية الغربية .
وتشهد العديد من المنتديات على النشاط التوعوي لهذا المقدسي من خلال تقديم المحاضرات للوافدين الأجانب وشرح حقيقة هذه السرقة الكبرى واغتيال وطن وشعب كامل بقوة السلاح والتأمر الدولي الخسيس خاصة من قوة عظمى بائدة هي بريطانيا الانتدابية التي مكنت للعصابات الصهيونية وسهلت لهم ابتلاع الوطن الفلسطيني .
وحمل إبراهيم مطر راية فضح وتعرية الدور البريطاني الاستعماري في التمهيد لسرقة وطن كامل هو فلسطين ومنحه لشذاذ الآفاق من أصقاع الدنيا بحجج واهية كالأرض الموعودة وأرض بلا شعب لشعب بلا أرض وأرض اللبن والعسل وما شابه من ترهات ودسائس للاجهاز على فلسطين وشعبها الممتدة جذوره فيها الى آلاف السنين .
إبراهيم مطر .. صوت صارخ وهادر في البرية ، صوت مدو بالحق التاريخي لشعب فلسطين .. رغم عمره المديد الذي شارف على الثمانين ما زال يتقافز وراء الحقيقة الفلسطينية الساطعة كالشمس داعيا إلى أنصاف الشعب الفلسطيني وإعادة أملاكه التي يتنعم بها سارقوها وحققوا من ورائها مليارات الدولارات على مدار عقود من الزمن . فيما غالبية شعب فلسطين صاحب الحق في هذه الأملاك ، يكتوون بنار التهجير واللجوء والغربة في مخيمات الصفيح .. فأين العدالة واين الإنصاف؟
ابراهيم مطر .. شعلة مضيئة في سماء فلسطين توهجت من خلال المساهمة في كشف جانب من مأساة الشعب النبيل.. صاحب الحق الذي لن يضيع ما زال وراءه مطالبا.. إبراهيم مطر ما زال يقرع أجراس العودة التي سوف تلوح يوما ما في الأفق.. وعندها يترنم الشادي بلحن العودة والنصر والتحرير الخالد .
تحية معطرة بشذى القدس لهذا الصوت المقدسي الهاتف لعودة الديار إلى أصحابها.. والبلاد طلبت أهلها .