بقلم: محمد المرزوقي|كاتب من الإمارات
من الملاحظ أن كثيراً من الآباء لا يهتم بمشاعر أطفاله، بل أحياناً يجبر الآباء أبناءهم على كبت مشاعرهم وعدم التعبير عنها، وقد لا تسعف اللغة الأطفال في إقامة حوار يعكس طبيعة مشاكلهم،ومع الوقت يفقد الأبناء القدرة على التعبير عن الذات، بل قد يمتد الأمر إلى الإساءة إليها، وهو أمرٌخطيرٌ يرتد على صحة الطفل سلبيًا.
ولا يعلم الكثيرون أن التعبير عن المشاعر علاج نفسي في حد ذاته، للتخلص من الضغط والكبت والاكتئاب، إذ إنه من المهم أن يتفهم الآباء أهمية التواصل العاطفي مع أطفالهم وتشجيعهم على التعبير بحرية، من خلال توفير بيئة داعمة لتعزيز الصحة العقلية والعاطفية للأطفال. إن تجاهل احتياجات الطفل العاطفية يؤدي إلى تأثيرات سلبية على تطورهم النفسي والاجتماعي في المستقبل.
فلنسمح بالتعبير عن المشاعر والذي يأخذ أشكالاً كثيرة، ومنها التعبير الفني من خلال الرسم، حيث يعد الرسم عملاً بديلاً عن اللغة، وشكلًا من أشكال التواصل غير اللفظي، والأطفال يعكسون مشاعرهم الحقيقية تجاه أنفسهم والآخرين من خلال الورق، ويعد الرسم الحر أداة ممتازة لفهم العوامل النفسية وسلوك الأطفال، والتعرف على ميولهم وعلاقاتهم بالآخرين سواءً أفراد الأسرة أو الأصدقاء.
والموسيقى من صور التعبير التي لا تقل أهمية عن فن الرسم، إذ تُسهم التربية الموسيقية في تنمية المهارات العاطفية، فهي تساعد الطفل على التخلص من القلق والتوتر والتحكم في انفعالاته، كما تنمي من ثقته بنفسه والشعور بالتميز، مما ينعكس إيجابًا على قدرته على التعبير عن مشاعره وعن ذاته بلا خجل أمام أقرانه في المدرسة.
ولا يمكننا أن نهمل الرياضة كصورة من صور التعبير الحركي، فللرياضة تأثيرعلى الجانب النفسي، حيث تسهم في تحفيز إفراز هرمونات السعادة مثل الإندورفين، مما يؤديلتحسين المزاج وتقوية العقل، كما يتعلم الأطفال من خلال ممارسة الرياضة قيم الانضباط والتحفيز الشخصي، مما يؤثر على تطوير شخصيتهم وقدرتهم على تحمل الضغوط الحياتية. لذلك، يعد دمج الرياضة في حياة الطفل خطوة حيوية نحو تعزيز صحته الجسدية والنفسية بشكل متوازن.
