عنيدٌ أنت
مختار إسماعيل بكير | مصر
وكانت
كلما بعُدت
أرى في القلب
ألفَ حريق
كطفلٍ
في مخاض البحر
معقودٌ به
وغريق
أراقب سطوة
الأيام
تغفو ساعةً
وتفيق
أصير بكل أوجاعي
زفيرٌ دائمٌ
وشهيق
ستحكي قصتي
الأيام
إن طلت بنا
ذكرى
تقول
بأن إنساناً
هوى من عمره
سرا
وراحت كل أحلامٍ
تغادر عمره
جهرا
وتسقط
فوق جسر الوهن
كل بلاده قهرا
يعاندني
يحاربني
وتلك طبيعة
الزمن
وأهرب منه
كي ألقاه
بين مدامع
الكفن
أفي مقدورها
الأيام
أن تخلو
من الشجن؟؟؟
وأن ألقى من الأقدار
ما يكفي
من الوطن ؟؟؟
توارت
خلف هذا القلب
أمواجٌ من العتمة
وجاء العاشق
المذبوح
لا يرجو
سوى الرحمة
تضيع ملامح الإنسان
حين يضيع
في الزحمة
وتغفو كل أمنيةٍ
ترى في صبحنا
نقمة
هناك
بشرفة الأحلام
كانت ترتدي
عمري
وتحفظ كل أغنيةٍ
لترسم في السما
قمري
تغني
وقتما يحلو
ب” فيروزيةِ” السمر
ويجري قلبي الموجوع
من قدرٍ إلى قدر
أيا بُنِّيَةَ العينين
يا حوريةً تقفُ
أنا والحب والأوطان
من عينيكِ
نلتحفُ
فكُلِّي
في هواكِ الآن
ظمآنٌ ويرتشفُ
وكل قصائدي في الحب
لا تكفي
ولا تصف
تروح
سفينة الأحلام
من شطٍّ
إلى شطِّ
وتمشي فوق يابسنا
من الشطآن للشطط
وتعرج بين أمواجٍ
من الإسفاف
واللغط
وتغرقنا
فلا نُلقي
سوى ناراً من السخط
رأيت الآن
صورتها
على كرسيها الهزاز
تراوض سحر قهوتها
وترسل عطرها كمجاز
وتبحث في مجلتها
عن الأحلام
كيف تُجاز
وعن وطن
بلا أرضٍ
يعيش بنا
كما الألغاز
تسآلني
عن الأرض التي كانت
هنا
وهناك
وعن شعبٍ
أراه العمر
مشَّاءً
على الاشواك
يغوص بنهر أدمعه
ويلعن حظَّه الأفَّاك
وحين تحجُّ في وطني
يُقال بأنه
الإشراك !!!
هواك هواك يا وطني
وما يدرون
كم أهواه
زرعت حقوله
بالعشق
قطَّع شوكه
ورماه
وفي صوت السكات
المر
أنطق صخره
وحواه
أنا المفتون من قدمي
إلى رأسي
بكل هواه
أنا
نزف القصيد الحر
حين
يعانق الفكرة
وحين أقول
لي وطنٌ
يعانقني
هوى سحره
وحين أفرُّ من نفسي
أشم من الثرى
عطره
يسيل الليل من حولي
فيشرق ناشراً
فجره
أنا يا سيد الأوطان
طفلٌ
ضاع أبواهُ
فكان اليُتم
سيده
وأبْحُرَه
ومرساه
فعاش الحزن
أوله
وأوسطه
وأخراه
فهل سيعود
هذا الطفل
أم
سيضل دنياه
عنيد أنت يا
وطني
ورب العالمين
عنيد
أقول بأنني
اهواك
تغضب فجأة
وتحيد
وإن ضربوك
بالنيران
كان اليوم عندك
عيد
ألم تتعب من الجلاد
من تشبيهنا
كعبيد ؟!!!
يقود سفينة الأحلام
معتوهٌ
وقوَّادُ
وشيخٌ
في بلاط الخمر
سكِّيرٌ
وأوغاد
وكل الناس
تحكمهم
من الأيام
أصفاد
ويرمينا على النيران
إسفافٌ وإلحاد
حبيبٌ
ظل في قلبي
قريبٌ
ناضرٌ
وندي
وفوق ملامح الأيام
كان المبتدا
والضي
وكان الصوت
فوق الريح
يأخذنا
كصوت نبي
وتحت سماءه الغراء
نلعن
ألف ألف غبي
هو الأنسان
في وطني
يشد ستائر
النسيان
وما أدراك
ما الإنسان
حين يعيش
في الحرمان
وحين يظن
أن الحق
في وطني
هو الهذيان
وحين يسير
مكسوراً ومقهوراً
إلى الطوفان