سفر القلب والوجدان
دنيا علي الحسني / العراق
نَظرةٌ منكَ أيا سؤلي ويا أملي
أشهى إليَّ من الدُنيا وما فيها
إلهي ما عشقتُكَ وَحدي
ولكنّي عَشقتُكَ وحدَك
فَهل في العشقِ تَعذرني ؟
يا مَنْ عمرتُ لكَ روحي لِتسكنَها
فأنتَ وحدُكَ من بالعشقِ يَسكنُني
قَلبي لغيرِكَ لن يَهوى ولَن يَتعلَّقَا
لو عدتُ أعشقُ ما سواكَ سأعشقُ
خذْنِي إليكَ أيا مَحبوبُ أمنيةً
خذْني إلى حيثُ أحترقُ فأكتَملُ
كنتُ مُجردَ لمحةٍ في سباتِ الغَفلةِ
واليوم حبُّكَ يَجري ينابيعَ نور
عَطفُك وحَنانُك إلهي
يَرفعُني إلى تُخومِ السَماء
يعيدُني الى سفرِ الخلودِ وتراتيلِ
الروح
أكادُ من فرطِ الجمالِ والجلالِ أذوب
خارجُ مدارِ حبّكَ كلُّ شيءٍ موحشٌ ومقفر
خذْني إليكَ يا حبيبَ القلبِ والروح
خذْني إلى لقائِكَ من سفرِ الأبدانِ
إلى سفرِ الروح
أنا دائماً مولَّهٌ بكَ فلا أحتاجُ للذكرِ
حاشا لقَلبي أن تيقظهُ ذكرى
الذكرُ واسطةٌ لا تُخفى على نظري
إذا توحشّهُ من خاطري فكري
مَكانُكَ من قَلبي هو القلبُ كلُّه
فليسَ لمخلوقٍ في مكانِكَ محلٌ ومَوضع
فأهيمُ بكَ عشقاً في سماواتِ المحبةِ وأكتفي
لتروي جوفاً يتلظَّى عطشاً من دأبِ لفظِ نفسه
فإذا العيونُ تلاقت ربَّاه كيف أكون ؟
رؤيةُ العينِ ولقاءُ القلبِ سرُّ هذا الكَون
بسفرِ التَكوينِ والقرانِ الكَريمِ
في كتابٍ مَكنون تَرنيمةُ عشقٍ
تَصعدُ من فلواتِ الروح
تَركتُ نفسي لرحمتِك يا ربَّاه
فَمالي دونَ رحمتِك أملٌ ولا رَجاء
ومالي بغيرِك أنسٌ من حَيث خَوفي وأمني
وإن تَمنيتُ شيئاً فأنت كلُّ التمَّني
ساكنٌ أنت محلَّ النورِ من بَصري
وما تنفَّستُ إلا و كنتَ أنفاسي
ما حَاجتي للشمسِ أو للقمرِ!
فالنورُ أنت ، والأيام أنت ، والشهورُ أنت
والسنين أنت والصبرُ الجَميل أنا
تَجري روحٌ مني في مَجاريها
هل لي في رضاكَ نظرةٌ نَفَتِ الرقادَ
ربِّي خذْني إليكَ وقرّبني منك
أتيتكَ بلهفةِ صائمِ الدهرِ ظامي
فأروي ظمأي بخَلواتي معكَ يا نَجاتي
يا من نورُكَ وضُوئي وقِبلتي وساعةُ صَلاتي.