قراءة في رواية “همسات على ضفاف النيل” لمزين برقان
جميل السلحوت | القدس – وفلسطين
صدرت رواية “همسات على ضفاف النيل”للكاتبة المقدسية مزين برقان في اواخر العم 2013 عن الجندي للنشر والتوزيع في القدس، وتقع في 256 صفحة من الحجم المتوسط.
ملخص الرواية:
عشق بدون مقدمات في القاهرة بين شاب مصري أنهى خدمته العسكرية وعاطل عن العمل، وبين شابة سورية من حلب درست الصيدلة وكانت في زيارة للقاهرة. لكن حبهما لم يستمر لأن ثورات ما سمّي بالربيع العربي حالت دون عودة جمانة السورية إلى القاهرة.
شخصيات الرواية:
فتحي: شاب مصري من امبابة، أنهى خدمة العلم في الجيش المصري، وأخذ يتسكع في الشوارع لاهثا خلف النساء، وكان على خلاف دائم مع والدته التي كانت ترغب في تزويجه من فتاة اختارتها له، وقع في غرام الفتاة السورية جمانة عندما رآها في القاهرة، وكان يتلقى مكالمات من فتاتين واحدة كورية والثانية أمريكية أثناء مقبالته لجمانة، التي عادت الى بلادها بعد يومين من تعارفهما، على أمل أن تعود الى القاهرة مرة أخرى في الصيف القادم، لكن ثورة الشعب المصري التي أطاحت بحكم الرئيس مبارك، وبعدها الحرب الأهلية التي اندلعت في سوريا في آذار 2011 حالت دون ذلك. عمل لاحقا ميكانيكيا لتصليح السيارات المعطوبة.
جمانة: فتاة سورية من حلب أنهت دراسة الصيدلة وكانت في زيارة للقاهرة وهناك التقت بفتحي الذي أعجب بها من النظرة الأولى، وعادت الى بلادها بعد يومين من ذلك على أمل العودة الى القاهرة في الصيف القادم لتلتقيه ثانية، لكن ما جرى في مصر ولا يزال يجري في سوريا من “ثورات” حال دون ذلك.
هاني: زوج شقيقة فتحي وصديقه المقرب اليه، وخازن اسراره، توفي في حادث طرق.
سامي: فلسطيني من رام الله، يدرس الفلسفة في القاهرة، تربطه علاقة صداقة بهاني، وله آراء فلسفية في الحب وفي علاقة الرجل بالمرأة.
ما الهدف من الرواية:
هذه الرواية تذكر بروايات احسان عبدالقدوس، من حيث المضمون لولا أن الكاتبة أقحمت فيها ثورات”الربيع العربي”.
البناء الروائي:
يبدو أن الكاتب أيّ كاتب يكتب عملا واحدا يحلق فيه على ذرى قمم الابداع، وهذا ما فعلته مزين برقان في روايتها “كلمات على رمال متحركة” لكن عملها الروائي الجديد يشكل تراجعا واضحا عن روايتيها السابقتين “لحظات خارجة عن الزمن” و”كلمات على رمال متحركة” وان كانت متقدمة على حكايتها الأولى”يوم ولد قيس″. ففي “همسات على ضفاف النيل” بداية التعارف بين فتحي وجمانة غير مقنعة بالمطلق، تماما مثلما هي قصة الحب التي حاولت الكاتبة أن تفرضها عليهما. وكذلك اقحام ثورات”الربيع العربي” للحيلولة دون اتمام قصة الحب هذه. وقد أوغلت الكاتبة كثيرا في الدخول في مناجيات بين هذين العاشقين دون مبرر، في محاولة منها للعزف على جماليات اللغة، ولم توفق الكاتبة مطلقا بالمكالمات الهاتفية التي كان فتحي يتلقاها من الفتاتين الأمريكية والكورية أثناء اصطحابه لجمانة، فهل كان فتحي بهذا الغباء عندما يرد عليهما”؟ وهل كانت جمانة غبية ايضا لدرجة مواصلة العلاقة مع رجل يثبت لها بأنه داعر أكثر منه عاشقا؟