سرقوا منا الوطن

زين العابدين الضبيبي | اليمن

لقد سرقوا منا لذة الحياة وروحانية الصيام، وخشوع الصلاة. فصارت الأيام تشبه بعضها، لا فرق بين جمعة أو عيد أو رمضان.
إنها مجرد أوراق تتساقط من أعمارنا ونسقط معها في جحيم الواقع بكل مافيه من بؤس وجوع وحرمان.
سرقوا منا الوطن والأمان والمرتب وموسيقى الأغاني فأصبحت كل أيامنا باردة بلا طعم.
ماذا يعني الصيام والعيد لمن لا يجد الخبز وعليه أن يدفع زكاة الفطر وهو صائم طوال العام رغماً عنه.
ماذا يعني العيد لمن فقد راتبه وعمله وهو يهرب من نظرات أطفاله؟ وهم يبحثون عن قطعة ثياب لا تزال بخير ليخدعوا بها العيد؟
نحن بلد وقف اللصوص في طريق صدقة الأغنياء وزكاتهم كي لا تصل للفقراء.
ماذا يعني العيد لمن يعيش بلد أخذت منه كل شيء؟ وأغلقت فمه كي لا يصرخ.
حتى مشاعرنا تجاه البلاد والوطن ما لم تكن كما يريدون فإنها جريمة سنعاقب عليها، وذنبٌ كفارته السجن والمنافي.
لقد صاروا هم البلاد وسكانها ونحن غرباء.
إن اتفقوا فعلينا وإن اختلفوا فلحصة من سنكون..
مع أنهم طارئون ونحن الأصل.
ومع ذلك سنقول : جمعة وخواتم مباركة لنخدع أنفسنا أننا بخير.
اللهم عليك بهم فإنهم لا يعجزونك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى