معلّقات بوكر المثيرة لزوابع الجدل (2)
زياد مبارك | كاتب وناشر سوداني
يُقرأ التالي كإشارات لا تستبطن الاتهام خارج دائرة السؤال الذي سبق أن طرحته (كيف وصلت رواية منَّا قيامة شتات الصحراء إلى القائمة القصيرة في الجائزة العالمية للرواية العربية – بوكر؟)، بمعنى أن هذه الإشارات متسائلة هي أيضاً ولا تستثير غير إجاباتها المناسبة لملابسات الموضوع.
وهذه الإشارات ذاتها تسترسل في إشارات الناقدة الجزائرية فضيلة الفاروق لإنتاج الزيواني الروائي منذ وقت مبكر، كما يلي:
– في إضافة لها بصفحتها على فيس بوك منذ 2015 عن رواية مملكة الزيوان: «منذ زمن بعيد لم أقرأ رواية بهذا البهاء، قراتها في الطائرة بين العاصمة الجزائر وبيروت ثم أعدت قراءتها البارحة واقسم إن أعدت قراءتها مرة ثالثة سأجد فيها المتعة نفسها… شكراً أيها الزيواني الرائع… قد منحتها من نفسي جائزتي الخاصة. سأسلمها لك في بيروت بنفسي، أنا وأصدقائي الصعاليك هنا ننتظرك بشغف».
– وفي إضافة لها بصفحتها على فيس بوك منذ 2016 عن رواية كاماراد: «الصديق حاج أحمد الزيواني نمط جديد من السرد الروائي في الجزائر الغنية بثرواتها الفكرية المدفونة في أعماق منسية، صدرت روايته الجديدة كاماراد وقد قرأت فقرة صغيرة على جداره صنعت بي العجائب، الآن إن كان أحدكم يريد إسعادي بهدية فلا أريد سوى هذه الرواية».
– وفي إضافة لها بصفحتها على فيس بوك منذ 2017 عن رواية كاماراد: «قبل الدخول للأستوديو بدقائق، أول كتاب قدمته للجمهور العربي هو رواية كاماراد للكاتب الجزائري الصديق حاج أحمد الزيواني، فقرة كتب – برنامج صباح النور».
– وفي إضافة لها بصفحتها على فيس بوك منذ 2020 عن مملكة الزيوان وكاماراد: «تلقيت خبر صدور الطبعة الثالثة من هاتين الروايتين بفرحة كبيرة، الصديق حاج أحمد الزيواني نستحق جميعاً مباركة استثنائية في هذا الزمن الاستثنائي».
– والغريب أن الناقدة الجزائرية رغم أنها قدّمت كاماراد للجمهور العربي في برنامج تلفزيوني تم بثه في 2017 (حسب منشورها الذي أضافته قبل البرنامج بدقائق) أضافت بصفحتها على فيس بوك في 2020 عن كامارد: «من يملك هذه الرواية ومستعد ليهديها لي؟» (مع صورة الغلاف!).
– وفي إضافة لها بصفحتها على فيس بوك منذ 2020 الصورة الشخصية للزيواني مع تعليق: «دنزل واشنطن في بدء تصوير فيلمه الجديد في باريس».
– وفي إضافة لها بصفحتها على فيس بوك منذ 2020 مشاركة لمنشور الزيواني وفيه اقتباس من رواية منَّا التي ستصدر لاحقاً.
– وفي إضافة لها بصفحتها على فيس بوك في مارس 2023 مباركة للمتاهلين للقائمة القصيرة لجائزة البوكر العربية وعلى رأسهم (حسب تعبيرها) الزيواني، مع صورة لغلاف رواية منّا قيامة شتات الصحراء.
– وفي إضافة لها بصفحتها على فيس بوك في مايو 2023 -قبل إعلان الفائز بالجائزة- إعلان دعائي لتوفر رواية منّا في مكتبة دار الرافدين – بيروت. حيث تقيم الناقدة.
– وفي إضافة لها بصفحتها على فيس بوك في مايو 2023 مع صور المتوجين الستة في القائمة القصيرة بأبو ظبي في احتفال بوكر السنوي وإعلان الفائز: «تأثرت بالفيديو الذي أُنجز للكاتب الجزائري الصديق حاج أحمد، ازددت إعجاباً بشخصيته القوية وهدوئه وهو هدوء أهل الصحراء الكرام. وألف مبروك للكتاب جميعهم». (وكتبت أسماء المتوجين الستة، يتصدرهم الزيواني وفي آخر الأسماء يأتي الفائز بالجائزة الكبرى زهران القاسمي!).
– وفي إضافة لها بصفحتها على فيس بوك في مايو 2023 مع صور استقبال الزيواني في مدينته أدرار الجزائرية: «سعيدة بالتقدير الذي حظي به الزيواني في مدينته أدرار المدينة التي تعيش فيها أختي بالتبني».
– وهذه الإشارات لم تأت من ناقدة جزائرية تحتفي بمواطنها الزيواني، بل هي عضو لجنة التحكيم في بوكر لهذه الدورة، وبذلك تدلِي بتساؤلاتها أيضاً حول صعود منّا بمخالفتها لشروط بوكر التي يعرفها القاصي والداني، فما بالك بمواطن جزائري يدري بلا ريب أن دار دواية الناشر للرواية أسسها المؤلف ويدير نشاطها.
ثم وعلى سبيل الاستطراد بلا إشارة هذه المرة أو مضامين تحتها. فرئيس اللجنة محمد الأشعري، سبق أن اقتسمت روايته (القوس والفراشة) جائزة بوكر مع (طوق الحمام) للسعودية رجاء عالم في دورة بوكر 2011، وكانت المرة الوحيدة التي اُقتسمت فيها الجائزة بطول تاريخ بوكر. ما أسال التأويل حينها في اتجاه حدوث ذلك لمركزه ومنصبه كوزير للثقافة بالمغرب. والروايتان صدرتا عن (المركز الثقافي العربي) الدار المغربية. ولكن ما يلفت النظر تردد أسماء بعينها في اللجان والقوائم كما حدث مع الكويتي طالب الرفاعي ومحمد الأشعري. وما يضاف لدورة هذا العام أن مخالفة الشروط تشير لكواليس اللجان واختيارها قبل اختياراتها وهذا بلا شك يثير زوابع أخرى.
على الهامش خارج حظيرة المقال ما أضافته فضيلة الفاروق بصفحتها منذ 2017 عن قراءتها للجزائري عبد الله كروم مجموعته القصصية (مغارة الصابوق) في الطائرة: «أراهن أن هذا الأدب القادم من صحرائنا يفوق قدرات كل كتّاب الشمال، متعة ذكرتني بقراءتي لصديقنا الزيواني» فعلّق الزيواني: «قلّة من أنصفوا أدب الجنوب، الروائية فضيلة الفاروق من تلك القلّة».. (!!)
مُضافٌ إلى الهامش خارج حظيرة المقال إشارة لما أضافته فضيلة الفاروق في صفحتها عقب الاحتفال صور تيتز روك الأستاذ الجامعي والمترجم السويدي، عضو لجنة التحكيم أيضاً، يضع على رأسه الشاش الصحراوي (التارڤي) الذي علّقت بأن الزيواني تولى لفّه. تخيّلت روك وهو يلفّ رأسه بالعمامة العمانية ويمضي في شوارع السويد متأثراً بالقافر لكأنه يبحث عن منابع الماء بدلاً من الشتات، قلت كيف يبدو يا ترى!