العفو خلق الكرماء
بقلم: د. أحمد الطباخ
لقد شرح صدرنا ما سمعناه من أن هناك عفو عن بعض السجناء منهم علماء وغيرهم، وهذا أمر محمود تحتاج إليه الاوطان، ويقدم عليه الفطناء عندما يكون الأمر قد وصل إلي ما وصل اليه من ضيق وكرب، وهو طريق المصلحين، وسبيل بناء الأوطان لشفاء الصدور مما حاق بها من غبن وظلم، فهو خلق يرسي قواعد الوحدة، ويشيد شوامخ القوة، ويرفع شارات الكرامة والعزة، فلا يمكن لنهضة أن تتحقق، وبعض الناس يعانون الشحناء والبغضاء، ولا لأوطان أن يعود إليها أمن وأمان والصراعات تدب فيها؛ نتيجة لعدم إشاعة روح الصفح والحلم بين الناس. ولذلك كان أمر الله لنبيه الكريم – صلي الله عليه وسلم- عندما قال له رب الأنام: “خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ [سورة الأعراف](199)”.
إن العفو إذا لم يصدر ويشع بين الناس لا سيما من قبل من يملك القرار، ومن وسد غليه الأمر فسيصيب الناس ما أصاب مجتمعات تناحرت، وتمادت في التناحر حتي قضت الأحقاد علي آمال شبابها، وهيأت الأجواء لتدخلات قوي عدائية استغلت ذلك في بذر سبل الشقاق حتي وصل إلي مداه، فان اختلال موازين الامن، واهتزاز أسس النظام الاجتماعي وغفشاء التقاطع والتخاذل في صفوف البلاد يؤذن بخراب البلاد وضياعها.
وقد صدق الشيخ الغزالي – رحمه الله – عندما قال: غن الإسلام حرم المهاترات السفيهة وتبادل السباب بين المتخاصمين فكم من معارك تبتذل فيها الاعراض وتعدو فيها الشتائم المحرمة علي الحرمات العزيزة وليس لهذه الىثام الغليظة من علة إلا تسلط الغضب وضياع الأدب واوزار هذه المعارك الوضيعة تعود علي الموقد الاول لجمرتها كما جاء في الحديث المستبان ما قالا فعلي البادي منهما حتي يعتدي المظلوم
وملاك النجاة من هذه المنازعات الحادة تغليب الحلم علي الغضب وتغليب العفو علي العقاب ولا شك أن الغنسان يحزنه أي تهجم علي شخصه أو علي من يحب.