من بُحةٍ في آخر الليل أجدني مُبللاً بأرق الدبابير
مفتاح البركي | ليبيا
ها أنا أحمل في قلبي
كل ما يسع الحب
من خيبات و هزائم
أدلف و الحنين
إلى مناحات الكهوف المعبأة
بالخلاص و بتعاويذ العواء
ها أنا أهرب مني إليكِ
و يخذلني نعناع الخفقة الأنيسة
في آخر اللهفة
رشيقة أنتِ
و ضحكتكِ الزرقاء
و لسعة الكذب الأبيض
حين تحتفي بك على ركح
الخيبة بلا بكاء !
ها أنا وحيدٌ بلا مقهى
بلا وطن بلا تراب
يحتفي بحُزني
حين تكفيني رشفة قهوة
برفقةِ دبور عاشقٍ
تائه سكران
يشاركني ولادة الفرح الخجول
في هذا الصباح
أنا الضَجِّر الغريب
الذي لا يكثرت
لما تبذله حبيبته من غنج
أمام مرآة نفد صبرها
من شبقها الرجيم !
كلما حاولت تلك البريئة
بكل ما تملكه من حبٍ و غباء
أن تبرز مفاتن صوتها
و ما استطاعت إليه
من جهد الضفادع
و الأفاعي الدافئات
و العناكب الرشيقات
في نسج ترنيمة الغرق ..!
أراني
يحاصرني نشاز
يشبه طنين هذا الدبور الرفيق
و هو يمارس شهوة الأرق
فوق فنجان قهوتي
المتصدع من بحة الخواء !
ربما كان عليه
أن يتركني بلا مؤانسة
أن يدعني لخيبتي
في إكمال هذا الأرق الرفيق
في مقهى بعيدٍ غريب
يعرف حزن الغرباء
حين يخذلهم
البكاء على ترابٍ
جف من الغناء
أمام دمعةٍ مازالت
عالقة في أحداق
مقهى
و وطن
لا يليقُ إلا بالدراويش
الغرباء .. !