سلِّم على الأقصى
مختار إسماعيل بكير
سلِّمْ على الأقصى على الأحجارِ
في كل ناحيةٍ ، بكل مزار
°°°
سلم على بيتٍ أضعنا روحه
والآن نبحث في الورى عن دار
°°°
يقفُ الشموخَ ولا شموخَ لمعتدٍ
ويقودُ ثورَتَه بكل فَخَار
°°°
والزاهد العربي يحمل سِلْمَهُ
والخزيُ ألقى عرْشَه في النار
°°°
يا أيها الحجرُ المُعَلِّمُ أُمَّةً
أنْ لا سلامَ يُصَاغُ باستعمار
°°°
أنتَ السلاحُ فلا بنادقَ في يدي
فاشحذ قُواكَ وخذ لنا بالثار
°°°
عجزتْ فلولُ الغاصبين فقل لهم
كيف الحجارةُ في يدِ الثّْوار
°°°
كبنادق ٍ ومدافعٍ وقنابلٍ
كحجارةِ السجِّيل في الكُفَّار
°°°
هذي بلادي ، هذه أرضي التي
ترتاحُ في جنباتها أفكاري
°°°
نبتت حجارتها على صَرَخَاتِها
في كل نائبةٍ وكلِّ حصار
°°°
والغاصبون المعتدون أراهمُ
والرُّعب يصرخ في مدى الأبصار
°°°
وقف الصبيُّ أمام سطوةِ مدفعٍ
ويداه بالاحجار…. كالإعصار
°°°
في حضرةِ الأقصى الدموع قنابلٌ
والموتُ يُطْلَبُ من فمِ الأحرار
°°°
هي ميتةٌ والموتُ يعرف أهله
فاذهب إليه بعزةٍ وفَخَار
°°°
أنا يا صغيري لم أزل في خيبتي
أنعاكَ بالكلمات والأشعار
°°°
وأسوق من أسفٍ مقيتٍ فارغٍ
وكذاكَ أطنانا من الأعذار !
°°°
قالوا ” يموتُ ” ولا فناءَ لثائرٍ
إنْ مات يوما جاد كالأمطار
°°°
دافع ففي الأحجار سرٌّ غامضٌ
وكأنها جُنْدٌ من القهَّار
°°°
دافع ، ففي الأقصى شموخٌ يرتقي
نحو السماء يُحاطُ بالأزهار
°°°
لن يُسْكِتوكَ فللحجارةِ أعيُنٌ
تُنْبيكَ سهم الفاجرِ الغدَّار
°°°
لن يُرْهِبُوكَ فللحجارة أذْرعٌ
ستُذيقهم من ويلها الجبَّار
°°°
لن يمنعوك من الصلاة ولو بَنَوا
في قدسنا ألفاً من الاسوار
°^^
تبَُتْ يداه وكم سيصلى نارَهُ
هذا العدو المُحْتَمي بالعار
°°°
يا قدسُ معذرةً فإنَّ خُيُولنا
ضنَّت عليكِ بفارسٍ مِغْوار
°°°
يا قدس معذرةً فإنّ عروبتي
قد أطفأتْ شمساً من الأنوار
°°°
يا قدس إنَّا راقدون على الثرى
حتى يحين الوقت للإبحار
°°°
فإذا صحونا فالهلاك لغاصبٍ
سرق الهويةَ جهْرةً بنهاري
°°°
سنذيقه الويلات حتى نرتضي
وننام تحت القدس دون حصار
°^^
سنؤمُّ هذا الكون دون مهابةٍ
من كل سيف ٍ غاصبٍ غدَّار
°°°
سنقول ” حيّ على الصلاة” فنلتقي
كالأرضِ تحيا من لقا الأمطار
°°°
من كل أفئدةِ العروبة وحدةٌ
ترتاح بين سواعدِ الأخيار
°°°
سنقول للقدس الحبيبة مرحبا
ونزف فيها أجمل الثوار