الدولة والاستقلال ورسالة السلام الفلسطينية
بقلم: سري القدوة
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com
شملت رسالة السلام الفلسطينية التي عبر عنها الرئيس محمود عباس عبر خطابه التاريخي وجسدها أمام الأمم المتحدة والتي دافعت عن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة حيث وقف وبكل شجاعة وقوة ومسؤولية مدافعا عن تلك الحقوق، ووضع الأمم المتحدة والدول المتنفذة فيها أمام مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لدولة فلسطين وقد تميز الموقف الفلسطيني بالجرأة والصراحة في إقامة الحجة على الذين يدافعون عن استمرار الاحتلال الإسرائيلي ويوفرون له الدعم والحماية لمواصلة احتلاله وارتكاب جرائمه بحق أبناء الشعب الفلسطيني منذ النكبة عام 1948 وبشكل متواصل ولحتى الان حيث تم تكريس الاحتلال بكل صورة البشعة وإرهابه المنظم مخلفا كل اشكال الدمار وتواصلت بل تضاعفت معاناة الشعب الفلسطيني وازدادت تعقيدا مع استمرار هذا الاحتلال وظلمه .
مواقف الشعب الفلسطيني ورسالته تجاه عملية السلام واضحة وثابتة وتعبر عن متطلبات الواقع الفلسطيني وتجسد الرؤية الفلسطينية الثاقبة لمواجهة المخاطر والتهديدات التي تواجه القضية الفلسطينية وفي مقدمتها انهاء الاحتلال ووضع حد لمخططات التصفية والاستيطان وتهويد وسرقة الاراضي الفلسطينية وكشف مخططاته امام العالم اجمع كون ان هذا الاحتلال لا يريد السلام ويسعى الى استدامة الاحتلال بكل اشكاله حيث لا يمكن لرئيس وزراء الاحتلال وحكومته المتطرفة امتلاك القدرة على تنفيذ خيار حل الدولتين بينما يمارسون على الارض كل اشكال الاحتلال ويمضون في تنفيذ مخطط الدولة الواحدة وبناء المستوطنات ومصادرة الاراضي والاستمرار في قمع وانتهاك حقوق الإنسان الفلسطيني ورفض إطلاق سراح الأسرى والتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة الي أراضيهم .
ولا يمكن لهذا الاحتلال ان يستمر فحان الوقت للاعتزار للشعب الفلسطيني وتحمل الجميع مسؤولياته وخاصة من قبل الأطراف والدول التي ترعى وتدعم وتدافع وتحمي الاحتلال العنصري ويجب ان تتوقف هذه الدول عن ممارسة ازدواجية المعايير والانتقائية في تطبيق قرارات الشرعية الدولية عندما يتعلق الأمر بهذا الاحتلال الذي يواصل جرائمه في الاعتقال والقتل والاستيطان وانتهاك المقدسات الإسلامية والمسيحية، وحرمان الشعب الفلسطيني من ممارسة ابسط حقوقه في الحرية والاستقلال والعيش الكريم في دولته الحرة المستقلة وعاصمتها القدس وفقا لقرارات الأمم المتحدة .
وما من شك بان رسالة السلام الفلسطينية التي حملها خطاب الرئيس محمود عباس عبرت وبوضح عن أهداف وطموحات الشعب الفلسطيني اينما تواجد سواء في داخل الوطن او خارجه وهذا يمثل اجماع فلسطيني ويشكل برنامجا سياسيا ووثيقة اجماع وطني تكون بمثابة الوديعة للمضي من خلالها لانجاز اهدافنا الوطنية المتكاملة على طريق التحرير والعودة وإقامة الدولة الفلسطينية المستقبلة والقدس عاصمتها .
نضال شعب فلسطين سيثمر على قيام دولة فلسطين وان صراع شعب فلسطين هو صراع مع عدوه الاول الاحتلال الغاصب لأرضنا والسارق لوطننا وستبقى بوصلة فلسطين تجاه الوطن مستمرة ولن ينالوا من دولتنا ولا من صمود شعبنا مهما تكالبت قوي العدوان والظلم والتآمر ولن تسقط قلاع الثورة وستستمر المقاومة الشعبية حتى قيام الدولة الفلسطينية واحدة موحدة فوق التراب الفلسطيني .
المرحلة الراهنة تطلب من الجميع وضع الخلافات جانبا وتجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية وخاصة في هذه الظروف الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية وما نواجهه من مؤامرات كشعب موحد وقيادة تحافظ على الثوابت الوطنية وتحمي القرار الوطني المستقل بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية وبصمود الشعب الفلسطيني وبعزيمته وإرادته سنتجاوز المرحلة الخطرة التي تهدد مستقبل المنطقة .