رمسيس الثانى.. أعظم ملوك مصر!

فريدة شعراوي | باحثة في التاريخ وعلم المصريات

خلف “رمسيس الثانى (١٣٩٣ _ ١٢٢٥ ق . م .)” والده  “سيتى الأول ” وهو صفير السن، ويعرف أيضا برمسيس الأكبر لما اكتسبه من الشهرة الفائقة التى جعلت كثيرا من الناس يزعمون أنه أعظم ملوك مصر، والذى كون له هذه الشهرة الكبيرة تلك المبانى العديدة التي شيدها فى جميع أنحاء البلاد، ونقش عليها أخبار حروبه وانتصاراته، التى تظهر انه بلا شك مغال فيها.

ولم يكتف “رمسيس ” بنقش اسمه على المباني الكثيرة التى شيدها بنفسه، بل كان يمحو كثير من المباني التى شيدها الملوك السابقون أسماء مشيديها و ينقش عليها اسمه، رغبة فى الشهرة وطمعا في تخليد ذكره.

لما تولى رمسيس الملك، وجد أن الدولة العظيمة التي كونها جدهالأكبر “تحتمس الثالث ” محاطة بالأخطار، وأن الحثيين غلبوا على معظم الشام، فعزم على تجديد مجد مصر واسترداد ما فقدته من أملاكها، فاتفي سياسته الحربية الخطة نفسها التي اتبعها تحتمس الثالث، وهى البدء بالاستيلاء على الشواطئ ليكون له أنزال على البحر تسهل المواصلة بينه و بين مصر.

قضى ثلاث سنوات في إخضاع فلسطين، و فى السنة الثامنة من حكمه سار بجيش جرار حتى وصل وادى الاورنت، وهناك أوقع بالحثيين، ثم غزا  “بلاد النهرين” ففتح جانبا عظيما منها، ونصب بها تمثالا له.  ولم يلبث الحثييون أن ثاروا عليه مرة أخرى، فقمعهم جميعا، و خضعت له بلاد النهرين و شمالى سوريا.

استمرت الحروب بينه وبين الحثيين حتى كانت السنة الحادية والعشرين من حكمه. وكان ملك الحثيين قد توفى، وخلفه أخوه، فعقد محالفة مع رمسيس على أن يمسكا عن الحرب، وأن يكونا صديقين إلى الأبد ووثق فى المحالفة حدود أملاكهما.

وفى السنة الرابعة والثلاثين أى سنة ١٢٥٠ ق . م . حضر ملك الحثيين إلى مصر لمشاهدة عجائبها وزوج احدى بناته لرمسيس، ومن وقتئذ لم يخص رمسيس ميدان القنال، واكتفى في المناوشات الصغيرة التي نشبت بينه وبين الليبيين وأهل النوبة بارسال قواده للقيام بها، وتفرغ هو للأعمال الداخلية.

وأهم ما قام به من تشيده لمبانى عظيمة، أتم المعبد الذى بدأه والده بطيبة، و بنى لنفسه هنالك معبدا جميلا يعرف باسم  “الرمسيوم” وأتم البهو ذا الاعمدة الذى بدأه جده رمسيس الأول بمعبد الكرنك، وقد أكثر رمسيس من إقامة المسلات و تزيين مبانيه بالتماثيل ذوات الحجم الهائل.

مات رمسيس بعد أن حكم ٦٧ سنة، و قد بلغ إعجاب خلفه ميلغا كبيرا، حتى إن عشرة منهم سموا أنفسهم باسمه على التوالي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى