الشاعرتان ليلاس زرور وإيمان السيد (وجها لوجه)
خاص | عالم الثقافة
إيمان فجر السيد مواليد1971- سوريا من مدينة حلب وتخرجت في جامعة حلب ودرست ليسانس حقوق، وكان لنا معها هذا الحوار القيم الماتع .. اجترأتُ على بياض الورق منذ زمنٍ بعيدٍ مازال يتراءى لي في ضفائر الفتيات اللائي يزيُّن الحياء وجوههن. كتبتُ العديد من القصص القصيرة جداً، وبعض القصص القصيرة كلها تتكلم عن الوطن والأم والزواج وأدب السجون والأخوة والأبناء والعديد من الموضوعات الاجتماعية والإنسانية، والتي لم أطبعها ورقياً بعد. كذلك لدي ديوانان تحت الطبع أحدهما عمودي والأخر نثري. بالإضافة لقراءات نقدية أدبية ورؤى إنطباعية كثيرة لأصدقاء أدباء كتّاب قصاصين وروائيين وشعراء. مع ضرورة التنوية لوجود قناة على اليوتويب باسم (تحت الشمس) تعنى بتسليط الضوء على الأعمال الأدبية لكتاب جُدد وترويج نتاجهم الأدبي بما يخدم مسيرة الأدب ومسيرتهم الأدبية …
1- متى اكتشفتِ موهبتكِ الشعرية، وهل كان للظروف التي عشتيها دوراً في ظهور هذه الموهبة؟!
ج١- شهد سنُّ مراهقتي إهتماماً ملحوظاً في الشعر وكان لأبي- رحمه الله- ولمعلمة اللغة العربية آنذاك دوراً مهماً في اكتشاف موهبتي الشعرية وصقلها.. نعم. أما عن ظروف الحرب التي عاشتها سورية الحييبة و الغربة التي عشتها نتيجة التهجير القسري الذي مورس علينا…. تأثيرههما البالغ في ترسيخ هذه الموهبة.
2- الشعر الحقيقي هو إنعكاس لموهبة، ولكن ذلك لا يكفي لإنتاج ما نصبو إليه من إبداع، ما هي العوامل التي تسهم في تشكيل هذه التجربة؟!
ج٢- القراءة المستمرة بغرض الاكتساب المعرفي وتعميق الوعي بما اكتسبناه، والاطلاع الدائم على تجارب شعرية شبابية معاصرة، والانخراط بمناخات أدبية ثقافية، كاغتنام المواسم الثقافية تلك التي تنبثق عنها مناسبات إجتماعية وسياسية ووطنية وقومية لإغناء تلك التجارب.. عبر التشبّع من معاناتها، بالإضافة إلى المساهمات في الفعاليات الأدبية من مسابقات وأمسيات شعرية لصقل هذه الموهبة ورسم طريقها الإبداعي والفني.
عذراء
حروفي بتُّ أنقشُها
على الغدران كالميسم!
وروّيها أيا دمعي
بفيضِ الخاطر المُلهَمْ.
فَراشُ الرَّوضِ أرَّجَها
رحيقاً راقَ للمبسم.
ومُرُّ الحبّ لو تدريْ
بأنَّ القلبَ قد أقسمْ
وراحَ الدَّمعُ يخشعُ لي
فإنِّي في الجوى المضرمْ
عيوني رُمتَ شكواها!!
هي الجنَّات للمُغرَم!!
هي الألوانُ إنْ ماجتْ
كزََهرِ الرَّوضِ فلتنْعَمْ!
هي السُّمار في ليلي
هي الأقمارُ إنْ أظلمْ!!
وإنّي في محجَّتها
بلا عيسى ولا مريمْ!
وأنَّ اللهَ أودعَها
بسرِّ الحبِّ قد أبكمْ!!
شغوفاً سامَ أجفاني
ألَا يُصغي لذي الأقومْ؟
هوى قلبي يُنازعُني
عطوفَ الخفقِ قد سلَّم!
سما بدرٌ يُطالعُني
يُجافي الخفْقَ كم يظلمْ!!
رياحيني تعاتبُني
هسيسُ النَّبعِ كم يحلُم!
حروفٌ كيف أنساها
وذاك السَّطرُ قد علَّمْ!
جِمارٌ في توقّدها
رهيفٌ نالَهُ مَغْرَمْ
وبي روحٌ أُهذِّبُها
أُدَارِي الحرفَ من مَأثمْ!
فما رضخَتْ ولا نكثَتْ
فما أجدى وما أسلمْ!
تسامرُني فتزرعُني
وُرود الدَّوح.. لم تَغْنمْ
دَعاني نورُ خافقِها
يقيناً فازَ مَنْ أكرَم!
3-كثيرٌ من الشعراء لديهم الحظ، ولكن ليس لديهم المعجم اللغوي، كيف تفسرين ذلك؟!
ج٣- لا أعتقد أن الحظّ أو الأفلاك تملك القدرة على رسم طريق الإبداع والنجاح! وبالتالي لا بدَّ من توافر معجم لغوي غني يمهر الشاعر بسمةٍ أسلوبيّةٍ خاصةٍ تميزه، وهذا المعجم غالباً ما يكون مرتبطاً ببيئة الشاعر تلك التي تعكس طريقة تفكيره، وعمق وعيه وتسم أسلوبة بألفاظ معينة تخصه كبصمته وهويته التي تعكس كثافة معجمه ومَلكته التعبيرية واللغوية عبر ثراء صورها الحقيقية والمجازية، وتعدد تراكيبها الجمالية وأنسجة خلاياها المبتكرة، والمواكبة لروح التجدد والحداثة بعيداً عن التكرار الممجوج.
4- ما رأيكِ بالحركة الأدبية حالياً خاصةً بعد انتشار وسائل التواصل الاجتماعي السريعة؟!
ج٤-لا شكّ أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي، وتعدّدها وسهولها تداولها وسرعة انتشارها، ساهمت بشكلٍ كبيرٍ في تنمية الأدب وتطوره، وعملت على إحداث نقلاتٍ نوعيةٍ ولافتةٍ في الحركة الأدبية، اذ أصبح العالم قريةً صغيرةً نطلّ عليها عبر نافذةٍ الكترونيةٍ صغيرةٍ، تخلط بين الأمزجة والأذواق الأدبية المتباينة والمنبثقة عن مدارس إبداعية مختلفة، مما نتج عنه: سهولة الإطلاع وتبادل الأساليب الأدبية في مختلف المجالات الثقافية الأدبية الراوئية والقصصية والشعرية والنثرية، وساهم في ظهور أشكال أدبية جديدة توائم روح العصر وتواكبه بأسلوب حداثيٍ مخفزٍ و مثيرٍ للدهشة.
5-هل يمكن القول: إن المعلم هو الأساس لإطلاق أي موهبة أدبية، وهل يستطيع المعلم أن يختصر على الموهوبين سنواتٍ طويلةٍ يحتاج إليها الموهوب لتطوير ذاته؟
ج٥ -لا أعتقد أنّ المعلم هو الأساس لإطلاق أي موهبة-رغم ما يترتب عليه من مسؤولية جسيمة لصقلها- بل أرى أنّ الأسرة هي اللبنة الأساس في اكتشاف الموهوبة ابتداءً، والسعي حثيثاً لتطويرها وصقلها بالتضامن مع المعلم “الأنموذج” الذي يأتي دوره لاحقاً وداعماً لدور الأسرة لتنمية قدرات الطالب الأدبية ورعاية موهبته.. استنباطياً وليس تقليداً وبأسلوبٍ يتوافق مع أساليب التعليم الحديثة والمعتمدة “عالمياً” عبر تجارب فنيةٍ مباشرةٍ ومبادراتٍ تشجعيةٍ؛ هدفها تنمية مهاراته الفكرية والتفاعل المحاور والناقد والمستفهم، وبذا يستطيع المعلم” الانموذج” اختصار سنوات لاطائل منها لإعداد جيلٍ موهوبٍ قادرٍ على التماشي مع مجريات وتطورات هذا العالم المتغيّر والمتحوّل.
6- ما رأيكِ بالنقد؟!
ج٦- مادام النقد بنَّاءً لا هدَّاماً وموجِّهاً لا مضِلاً غايته “الإنسانية” التمحيص والتقويم للنهوض بالأدب فنيَّاً وموضوعيَّاً مع الأخذ بعين الاعتبار البيئة التي انبثق عنها العمل الأدبي،فمن الضروري جداً أن يضطلع الناقد الحقيقي بكل هذا قبل أن يتولى مهمة النقد لا “الانتقاد” بما يتناسب مع كل حقبة زمنية وكل جيل؛ ليأخذ على عاتقه إبراز محاسن العمل الأدبي من مساوئه عبر كشف عوامله النفسية وأهمية تيسير المعنى للقارئ والمساعدة على فهمه والكشف عن مواطن جماله دون إطراءٍ ولا تكلفٍ أو تشدّدٍ او حزمٍ كل هذا على أساس مرجعية علمية يستند الناقد عليها بعيداً عن الاعتراض الذي يحسبه “ناقدٌ ما” نقداً بينما هو في حقيقته إنتقاداً وتحاملاً على العمل الأدبي أو صاحبه خالياً من حقيقة الرؤية النقدية وفاقداً لأي قيمة أدبية تُرتجى!
7-هل ترين أنَّ الشعر العربي حالياً يمرُّ بحالة تقهقر؟!
ج٧- بل أرى أنّ الشعر العربي يشهد تطوراتٍ رهيبةً “ناضجةً” تقوم على التجريد والتجريب بعيداً عن القوالب الكلاسيكية الجامدة وخلافاً لسيرة القصيدة الأولى دون اغترابٍ عن الجمال الذي يكمن في جدلية المعنى الذي يتابين بين ذاتٍ كاتبةٍ وأخرى قارئةٍ. الشعر العربي اليوم يشهد تخلٍّ عن الثيمات الكلاسيكية في القصيدة القديمة وقيودها التقليدية من أوزانٍ وقوافٍ متخذاً من القصيدة النثرية أو لنقل السرد غايةً في تبليغ الحكاية عبر الشعر.
8-ألا تشعرين أن هناك تبايناً بين الشعر المعاصر والشعر القديم؟
ج٨- نعم هناك تباينٌ واضحٌ بين الشعر القديم والشعر المعاصر الذي لم يتوقف عن تقديم كل ما هو جديد ولافت عبر تبنّي مضامينَ جديدةٍ تتفنَّن قصيدة النثر في رصدها عبر تطورها المفارق لما كانت عليه القصيدة في الشعر القديم من صرامةٍ تفرضها القافية والتقيد بالوزن ملتزمةً بالبيان والبديع من جناسٍ وطباقٍ ومجازٍ واستعارةٍ وتبني مواضيع الوعظ والحكمة ضمن ثالوث (السلطة والدين والمجتمع) على عكس قصيدة اليوم التي تعتمد على الإيقاع الموسيقي الداخلي لدى المتلقي وتواكب الثورات الفكرية العديدة التي اجتاحت العالم.
9- ما نوع الشعر المفضّل لديكِ؟
ج٩- الشعر النثري الذي فرض نفسه بكل قوةٍ في الأوساط الأدبية والذي أقول عبره ذاتي.. ذاتي الكامنة في تجلِّيها، الموجودة في عدمها، المتأرجحة بين نقائها وسديميتها، المهرولة بين سواد الذاكرة وبياض الشَّعر، الهاربة من غربة الوطن إلى لجوء الروح، المتمردة على كل الثوابت واللغة، العارية تماماً من كل منهجٍ. كأن أكتب عن خشب المعنى عندما يصير سريراً أصمّاً أو قارباً خرقه لفظٌ مارقٌ على كل الضفاف؛ فأحرق كل السفن!
10- هل الشعر صناعة؟
ج١٠- نعم الشعر صناعة، نحتاج لنجاحها مواد خام أولية تتمثل ب:
١-الإطلاع المستمر
٢-اللغة المتمكنة “معجم لغوي”
٣-المشاعر القوية
٤-الحسّ العالي
٥- الرغبة في الكتابة
٦-القدرة على التعبير
٧- توافر الموضوع أو الفكرة
٨-الخيال الخصب
٩- الإيقاع الداخلي أو الوزن
١٠- التمكِّن من الأدوات المعرفية والمقصدية
١١-وأهم عامل برأيي” الدهشة” التي يسستند عليها جمال ونجاح القصيدة النثرية.
11- ما رأيكِ بقصيدة النثر التي تحرَّرت من القافية والتفعيلة والوزن وزاحمت القصيدة التقليدية، وهل أنتِ مع تصنيفها في خانة الشعر؟
ج١١- يُعتبر السرد سِمةً رئيسةً في قصيدة النثر، تهدف إلى تبني القيم الشعرية بشكلٍ مكثفٍ وشفيفٍ كقطعة بلور صافيةٍ بانعكاساتها وإيحاءاتها لا تنتهي. بعيداً عن الموروث في قصيدة الأوزان العروضية، لنرى أنفسنا أمام نص نوعي منفتح على الشعر والنثر والسرد مع أهمية التقيد بعلامات الترقيم والدلالات اللفظية بما يتناسب مع موسيقاها الداخلية.
طبعاً أنا مع تصنيف قصيدة النثر تحت خانة الشعر لأن النثر يمكن أن يكون شعراً.
في سماءٍ ما
أعرف رجلاً جواداً
كلما أشار بيديه
للغمام
انهمر المطر ألواناً
فسقى الناس جميعاً
إلا قلبي!
في أرضٍ ما
أعرف شجرةً كبيرةً
كلما جلستَ تحت ظلها
ازدادَ عطشُها!
على جدارٍ ما
في صحوة الانتظار
أرقدُ كساعةٍ بلا عقرَبين
فيموت الوقت مشنوقاً
في سقف الشوق!
على طريقٍ ما
ترافقني امرأةٌ مربوطةٌ
قدمُها بظلِّ الرصيف
كلما مشيتُ نحوَك
أعادني إلى الوراء!
فوق طاولتي المستديرة
تموت كل الزوايا
التي راهنتَ
على أسري فيها!
12- كيف ترين الوطن في شعركِ؟
ج١١-الوطن يعني وجود الإنسان لذا الشعر عن الوطن يضفي حسّاً وجودياً خاصاً مرتبطاً بمصيرالوطن والصراعات الدائرة حوله والتحوّلات الجذرية التي يشهدها على المستويات كافةً ضمن معطيات تاريخية هامة تتفاعل مع الأحداث تفاعلاً حاداً وناضجاً رغم كل المزايدات عليه. وهنا لا بد من التنويه إلى أن الوطن في شعري ليس مجرد أرض جغرافية نسكنها بل هو إنتماء ومصير و”إيمان” ينطق به الشعر ويصدقه القلب أما الأحداث الأخيرة التي شهدتها سورية الحبيبة في العقد الأخير من هذا الزمن فعلمتني أن الوطن حيث أكون سالمةً معتزاً بوجودي فيه وفخورةً أنا به.
13- ما هي العوامل التي أدت إلى الحدّ من انتشار الكتاب الورقي في عالمنا العربي، وهل تعتقدين أنّ وسائل الاتصال الحديثة سهلت الحصول على النسخ المجانية إحدى هذه العوامل؟
ج١٣- في ظل الثورة الرقمية والثقافة الالكترونية التي هيمنت على العالم، أصبح الكتاب الورقي يقف وجهاً لوجه أمام الكتاب الالكتروني والمزوَّد بتقنيات كثيرة تتجلى بإمكانية الحصول عليه “مجاناً” وتوافره الدائم في الأجهزة اللوحية وتكبير الخط وحجم الكلمات، وسرعة تحميله، وسهولة تخزينه، ورشاقة تداوله وإرساله دون حدود سياسية أو جغرافية ودون أقل عناءٍ ماديٍّ يُذكر بالإضافة لجودة صناعة النشر وسهولته عبر حقول الانترنت العديدة والمواقع والمجلات والصحف الالكترونية التي أثبتت فعاليتها وجدواها بشكلٍ أقل جهداً وأسرع إنتشاراً وأكثر تفاعلاً. وهذا يضعنا ضمن بيئة نظيفةٍ خاليةٍ من بقايا قطع الأشجار ابتداءً ومروراً بطباعة الورق وانتهاءً بنفاياته.
14- كيف تنظرين للمرأة في شعرك، وكيف تجدين المرأة الشاعرة؟
ج١٤ تختلف المرأة اليوم عن المرأة التقليدية في الأمس.. امرأة اليوم هي كيمياء القصيدة متعددة الدلالات، لم تعد محصورة بصورة المرأة الجسد بل أصبحت محور كل الثقافات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والوطنية ولم تعد مختزَلةً في معاني الغزل الفاحش أو الشهوة المجانية والمختصرة على معاني الإفلاس والإنطفاء، لم تعد الضحية بامتياز في ظلّ فساد المجتمعات والأنظمة السياسية، إذ تحولت المرأة ولاسيما الشاعرة من آكلةٍ للتفاحة إلى صانعةٍ للتفاح، من موءودةٍ إلى عنقاء تخرج من تحت الركام، من مطلقةٍ مهزومةٍ إلى ثائرةٍ وصاحبة قضيةٍ، من معشوقةٍ ساذجة مغرّرٍ بها إلى صانعة أجيالٍ ذوي بأسٍ تنتصر بنصرهم ولا تُهزم إن وهنت عزائمهم،تحولت المرأة الشاعرة من قريةٍ نائيةٍ بيوتها وطيئة لم يصلها التيار الكهربائي بعد إلى مدينةٍ باسقة المباني لا تنطفئ مصابيحها أبداً، من سفينةٍ خرقها مسمار جحا إلى بحرٍ هائج لا يركبه إلا القباطنة الشجعان، تحولت من فراشةٍ يحرقها الضوء إلى شجرة سنديان تعبق بالحيوية وتهب الصمود والعنفوان والخلود للزمن.
15- هل توافقين على أن إصدار الدواوين هو إثباتٌ للذات أولاً وأخيراً؟!
ج١٥-أنا مع تطور تجربتي الأدبية وقرب اكتمالها قبل الإقدام على أي خطوة في النشر، فالمعرفة بحرٌ قابلةٌ مياهه للتجديد، كذلك القناعة تتبدَّل بتغير الظروف وخوض التجارب المتجددة لذا لستُ معنيةً بنشر ديوانٍ شعريٍ لن يغني تجربتي الأدبية بعد!
كي أثبت ذاتي الواهمة فقط!
تزايدني؟!
تباريحٌ لدرء الصدّ
أسكبها
على ورقٍ
ضرام الشَّوق رغم
القربِ تستعرُ
دعا سرَّاق نجمتها
لغزو اللَّيل يشتدُ
كما الإعصاريحتدُّ
فيغريني بأوهامِ
يحاصرني فلا يمضي
وكلّ الصّدّ ينكفئ
ضروب الهجر ما زالت
تلوك اللّوم
أجراسٌ بقعرِ الروح
تقترعُ
قصيُّ الطَّرف تفضحه
حروف الحب
هذا البعد لو يُنبي
عن العشق!
جِنَان الورد تأسرها
وتنشق جيدها الأهيف!
فتنذرني!
بوأد الشّامة الحنَّاء
بوهج النار تلسعني!
وتوْدِعني بلا نعشي !
شهيداً دون أن تدري!
16- ما سرُّ نجاح الشاعر؟!
كي يكون الشاعر ناجحاً عليه أن يكون ناضجاً واعياً للمرحلة الزمنية التي يعيشها بكل تحوّلاتها عبر تجلياته الشعرية الحريصة كل الحرص على” الذوق العام” سعياً للرقي بالقارئ نحو سماءٍ أسمى، وكأنه” نبيُّ” ذاك الزمان ليتمكَّن من قلوب القراء وإتقان “مخاطبتهم” بلغةٍ مختلفةٍ لا تشبه إلا لغة الخرافة ومحاكاة قضاياهم الفكرية والاجتماعية والاقتصادية وبجرأةٍ مدروسةٍ وقادرةٍ على الاقتراب من تابوهات الثالوث المحرّم: ( الجنس الدين السياسة) بمشاعر إنسانية بسيطة وصادقة تجيد الرسم بالكلمات.
17- لمن تودعين أسرارك وآراءكِ الشخصية؟!
ج ١٨ – ثمةَ أصدقاءٌ هم أشبه بمصابيحَ لا تنطفئ أبداً أينما ذهبتُ ثقفتهم هم كالنهار في ليلي والحلم الجميل في نومي.
18- لو جلستِ وتساءلتِ ماذا أنجزتِ، فماذا تقولين؟!
ج١٨- أقول أنجزتُ القليل من المعارف،واكتسبتُ العديد من الخبرات المختلفة ومازلت أبحث “بدأب” عن ذاتي الشاعرة فيها.
19 -ما هي كلمتكِ لجيل اليوم؟!
ج١٩-
١- مادمتَ قد استطعتَ أن تكون قارئاً جيداً، فثق أنك ستصبح كاتباً جيداً.
٢- لا تثقْ بذاكرة جهازك الالكتروني دوِّن ما استطعت كل ما تكتبه على الورق.
٣- إكتبْ من أجل إسعاد نفسك وإشباع روحك وليس من أجل المال أو الشهرة وابقَ هاوياً أبداً فهذا يحقق لك الإثارة والمتعة مما يجعلك تقدم أفضل ما لديك.
٤-إخلقْ شخصيات كتاباتك على الورق بعد أن تؤمن بها كل الإيمان لتبادلك الإيمان ذاته.
٥- كنْ أفضل مما قد تكون عليه دائماً وليس الأفضل من الآخرين.
٦- إخترْ عنوانين نصوصك ببساطة دون أن تلقي بالاً لطولها أو قصرها، كل ما يهم أن تكون مولودة من رحم النص.
٧- كن أنت فقط حتى في معارضتك لبعض النصوص الأدبية بل وتفوّق على ذاتك.
20- كلمة تحبي أن توجهيها للقرّاء؟
ج١٢- إقرأْ ما يناسب ذائقتك الأدبية، وما تُفضلّه من موضوعات تناسب فكرك وعقلك؛ مع ضرورة توافر الوعي لما تقرأه عن طريق إدارك الهدف الذي تقرأ لأجل بلوغه.
شكرا لحضوركم ومتابعتكم أصدقائي ..
