عويلُ الجنيّ.. أقصوصة
عمر حمش | فلسطين
ويحكى عن جنيٍّ أنّه بعد أن احتفل بخروجه من قمقمه بقهقهةٍ طويلة، سكت فجأةً، وقد لحظ حزن مطلقه، فأقسم أن يسعده إسعادا لا يمرّ له مثيل، فطيّره إلى جنة تضاهي جنةَ عدنٍ، وأجلسه فيها على كرسيّ مملكتها الوثير، لكنّه صدم بحزن مخلصه لا يبرحه، فسيّر لناظريه قافلة إبل، أنزلت له أكياس الذهب، فما حزن الرجلِ غادر ، ولا عبوسه انقشع، فنشط الجنيّ حائرا بقسمه، فأتاه بحوريات يدققن جواره بالطبول، ولعينيه يهززن بالخصور، ثم أضاف في حضرته أصنافا من الغلمان المخلدين، يدورون بالأطباق المحمّرة، وبالكؤوس المعتقة، لكن سعيّ الجنيَّ ضاع، وقد وجد الآدميّ غارقا في الهمّ المقيم، فجاءه موتورا يسأله:
– من أين أنت يا رجل؟
فقال الرجل: من بلادٍ تدعى فلسطين!
فغرق الجنيُّ في عويل.