القمر المسافر

فرحان الخطيب| سوريا

منْ أين أبدأُ بالكلامِ ..
وفي فمي …
مليونُ شاعرْ ..
ماعدتُ أملكُُ منْ بلاغتنا ..
حديثَ الطّيف ..
والقمرِ المسافرْ ..
ماعدتُ قيساً ..
أحملُ الحلمَ الشّهيَّ بجرأةِ الشّعراءِ ..
كي أحظى بليلى ..
سافحاً ..
عطرَ المسافاتِ النبيلة ..
فوق أعناق المعابرْ ..
ماعدتُ ..
مَنْ نصبَ الزّمانَ بعزمهِ الوضّاءِ..
بيرقهُ الجليلُ
وقد تكللَ بالمشاعرْ ..

* * *

من أينَ أبدأُ بالكلامِ ..
وكلُّ اخيلة الكلامِ هنا ..
توارتْ ..
خلفَ أكوامِ السّتائرْ ..
وإذا طربتُ ..
فأينَ رجْعُ حُدائنا ..
أو أينَ ترتطمُ الحضارةُ بالعراكِ ..
بوقْعِ حافرْ ..
وإذا هزجتُ ..
فأينَ تلتمعُ السّيوفُ ..
وكلُّ سيفٍ ..
من دمِ الغازينَ قاطرْ ..
كم مرّةٍ ..
قلّبتُ في تاريخنا ..
صفحاتِ امجاد الرّجالِ ..
وكلُّ اسمٍ ..
الفَ ملحمةٍ أصوغُ ..
واملأُ الدّنيا ..
مفاخرْ ….

* * *

منْ أينَ أبدأُ بالكلامِ ..
وفي يدي ألقُ النجوم
يموء ..
كالحظِّ المكابرْ ..
والشّمسُ يحجبها دخانُ ..
القادمِ العفنِ المداورْ ..
أو كيفَ أزرعُ في سهول المجدِ
أنثى ..
يرتمي في مقلتيها ..
جدولٌ ..
من أغنيات الشمسِ ..
كي تلدَ المغامرْ …

* * *
هي هذه الأرضُ التي ..
لم تعرفِ الدّنيا سواها ..
مرْحْباً ..
بالضيفِ ..
أهلاً .. بلْ وسهلاً ..
ماعدا ..
أو دون تلك المكرماتِ ..
إذا تعدّى قادمٌ ..
فلتصبحِ الأرضْ المقابرْ ..

* * *

هي دورة التّاريخِ فاقرأْ ..
أو لنقرأْ ..
كيف يرتطم الصباحُ ..
بحالك الليل المكشّرِ ..
كي يطلَّ الفجرُ بالقاني المضمّخِ ..
في زغاريدِ الحرائرْ …
كلُّ الكلامِ ..
تغطُّ فيه قصيدتي ..
وفصاحتي ..
وبلاغتي ..
ويموتُ فوقَ ضفافه فرحي ..
وعشقي …
كالمياهِ ..
تجفُّ فوقَ صخورِ ..
أروقةِ المغاورْ ..

* * *
وطني ..
أ أبدأُ بالشجونِ ..
وقدْ تبدّتْ …
فوق أرغفةِ الحياةِ ..
دماءُ أهلي ..
مثلَ قافلةِ الضفائرْ ..!!؟؟
وتزنّرتْ أمّي بصوتٍ ..
من شهيق صبيّةٍ ..
شلَّتْ بزوغَ الاحتفاءِ ..
بزائرِ العمرِ الشهيد ..
ولم يعدْ ..
من بعدُ زائرْ …
فتشرذمتْ أحلامُ موسمها ..
وغارتْ ..
في دهاليز المحاجرْ ..
الأرضُ ..
تذرفُ من عيونِ نخيلها وجعي..
فقومي ..!!
أمّيَ الأرضُ وهبّي ..
مثل بركانٍ تشهّى ..
انْ يحوزَ الشّمسَ ..
فاسْطَالَ ..
على ..
القمرِ المُسافرْ …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى