إيمان مرسال وسعيد المصري يفوزان بجائزة الشيخ زايد للكتاب

تقرير: صبري الموجي – مصر

تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أعلنت جائزة الشيخ زايد للكتاب أسماء الفائزين في دورتها الخامسة عشرة، والتي تُعد الدورة الكبرى في تاريخ الجائزة من حيث عدد المرشحين، حيث استقبلت الجائزة 2349 ترشيحاً خلال 2020/2021، بزيادة تبلغ 23٪ بالمقارنة مع الدورة الماضية.

يُذكر أن قائمة الجائزة، التي ينظّمها مركز أبوظبي للغة العربية التابع لدائرة الثقافة والسياحة بأبو ظبي، ضمت سبعة أدباء وباحثين من مصر وتونس والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، بالإضافة إلى دار نشر لبنانية.

تعريفُ بالجائزة

جديرٌ بالذكر أن جائزة الشيخ زايد للكتاب تُعد إحدي الجوائز المستقلة، التي تُمنح كل عام لصناع الثقافة والمفكرين والمبدعين والناشرين والشباب عن إسهاماتهم في مجالات التنمية والتأليف والترجمة في العلوم الإنسانية، التي لها دورٌ بارزٌ في إثراء الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية، وتبلغ قيمتها الإجمالية نحو 7 ملايين درهم إماراتي تُوزع علي 7 الأفرع الفائزة وهي : الآداب، والترجمة، والتنمية وبناء الدولة، والثقافة العربية في اللغات الأخري، وأدب الطفل والناشئة، والفنون والدراسات النقدية، والمؤلف الشاب، فضلا عن جائزتين أخريين لشخصية العام، وإحدي دور النشر.

فائزان من مصر

وباعتبارها رائدة الثقافة والفنون في المنطقة العربية فقد فازت مصر بجائزتين، ففي فرع الآداب استحقت الكاتبة والشاعرة المصرية إيمان مرسال الجائزة عن جدارة عن كتابها ” في أثر عنايات الزيات” الذي يتناول سيرة عنايات الزيات، وهي كاتبةٌ مصرية شابة رحلت في ستينيات القرن الماضي في ظروف مأساوية، وخلفت رواية يتيمة هي ” الحب والصمت”.

ويجمع كتاب مرسال عن الزيات العديد من الألوان الأدبية، فيتجلي فيه السردُ، دون غياب أساليب البحث العلمي والصحافة الاستقصائية، فضلا عن أنه يمزج بين السيرة الغيرية والذاتية في سياق رؤية نقدية متوازنة، تجتاز الأجناس الأدبية المعروفة، وتمزج بين الإبداع بالوثيقة والخبر التاريخي؛ لتعيد من وراء ذلك قراءة تجربة نسوية، وتقدمها تقديما يستند إلي مراجعة فاحصة ضمن بنية سردية مُتماسكة.

يُذكر أن مرسال شاعرة وكاتبة وأكاديميّة ومترجمة مصريّة، تعمل أستاذة مساعدة للأدب العربي ودراسات الشرق الأوسط في جامعة ألبيرتا بكندا، وهي تقيم حالياً في مرسيليا بفرنسا، حيث تشغل كرسي ألبرت كامو في جامعة مرسيليا حتى يوليو 2021م ، وتُرجمت مُختاراتٌ من أعمالها إلى أكثر من عشرين لغة، وصدر لها خمس مجموعات شعريّة، آخرها “حتّى أتخلّى عن فكرة البيوت” عام 2013 م، بالإضافة إلى كتاب ” كيف تلتئم: عن الأمومة وأشباحها” عام 2017 م، وكتاب “في أثر عنايات الزيات” عام 2019 م، هذا بالإضافة إلي كتابها “ممرّ مُعتم يصلح في تعلّم الرقص” والذي يُعد واحداً من أهم الكتب الشعرية الصادرة عن جيل التسعينيات في الشعر العربي.

حدثٌ استثنائي

وعن تقييمه للجائزة يؤكد د. سعيد المصري الفائز بجائزة الشيخ زايد للكتاب – فرع الدولة وتنمية المجتمع- أنها تُمثل له حدثا استثنائيا يعتز به ويفتخر؛ لأنها تٌعد من أرفع الجوائز العربية؛ لما تتمتع به من نزاهة ومصداقية، تضيفان إلي قيمتها المادية قيما رمزية ومعنوية كبيرة، يتطلع إليها كلُ من يعمل في محراب العلم.

وأضاف د. المصري في أحد لقاءاته علي “اليوتيوب” أن فرحه بالجائزة يرجع إلي فوزه بها في وقت صعب، وظرف عصيب، تمر فيه الإنسانية بجائحة تُكبل العالم كله بالخوف من شبح الموت، فجاءت تلك الجائزة لتؤكد أن إرادة الحياة لابد أن تنتصر؛ وهو ما يبعث في نفوس الباحثين الأمل والمضي قدما في طريق التميز والإبداع.

وعن رسالة الكتاب يؤكد د. المصري أنه يحاول التركيز علي تراث الاستعلاء من خلال رصد صور التميز الثقافي والاجتماعي داخل التراث الشعبي والديني، وهي الصورة التي تلعب دورًا كبيرا في تفاقم الصراعات الاجتماعية القائمة علي روح التعصب والتطرف والكراهية في عالمنا العربي.

يُذكر أن د. المصري المُتخصص في “الإنثروبولوجيا الثقافية” هو أستاذ علم الاجتماع بكلية الآداب في جامعة القاهرة، ومستشار وزيرة الثقافة لمتابعة تطوير المنظومة الثقافية، وفاز من قبل بجائزة الأمم المتحدة للتميّز في التنمية البشرية عام 2013 م، كما فاز بالجائزة العربية الكبرى للتراث عن كتاب ” إعادة إنتاج التراث الشعبي؛ كيف يتشبث الفقراء بالحياة في ظل النُدرة” ، و صدرت له العديدُ من المؤلفات العلمية، كان أحدثها “الطفرة الشبابية والتحولات الديموجرافية في العالم العربي”، و”أزمة المجال الديني في مصر”، و”ملحمة المواطنة بين صكوك الوطنية وعولمة الحقوق الإنسانية”، و”مأزق العدالة الثقافية في مصر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى