امسحوا شعر الفرزدق

زيد الطهراوي | الأردن

“أوقفوا الحقد يا شعراء و هيّا لنَسْلَمْ

فقد قتل الليل فينا البراءة و الصبح أظلم

أطلقوا بسمة أسعدت خافق الزائرين

بسمة ترتقي نحو أحلامنا بالقوافي

 التي قدِمت من شذى الياسمين

لم نجئ بسلاح يؤجج شراً و لم نطرد الطيبين

و اقتلعنا من الأرض نبتة شر أتت بالعداء السخين

الفرزدق أنهى قصائده بنهور الحنين

مثل كل الخليقة جدَّف حيناً بأمواجه ثم عاد نقيا

عاد يشدو ككل الطيور نشيدا رقيقاً سخيا”

///

الفرزدق قام ليشعل ناراً و لكنَّ أحبابه منعوه فأصغى و لم يتقدم

الفرزدق لم يكتب الشعر إلا قصائد سلم تؤثر في عالم يتأزم

و كان جرير صديقا وفيا وفيا

و كان يحب الإخاء النقيا

و كان يجيء فيشرق صدر الفرزدق إذ يتكلم

و ذات مساء أتو بقصيد الهجاء الذي نسبوه له فبكى و تألم

الفرزدق يبكي لأن و سائل ثرثارهم ترتقي للعداء بِسُلَّم

كل ما يبتغي القوم من كيدهم شهرة و ثراء ملغَّم

الفرزدق قال هجوت جريراً ببيت من الشعر ثم رجعت و لم أتقدم

إمسحوا كل ما نسبوه من الشعر لي فهو بيت مهدَّم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى