على مشاجب الأحزان

عزيز فهمي | كندا

أرشُّ لغةَ الطير
على الشجر
كي تُغَنّي فاكهةً في أذن الصباح
تغرد حلاوة في ثغر الرياح
أهب عينيها للقمر
رموشها للشمس
وأقدم فخذيها للماء
أحتلُّ جغرافية الهباء
كي أصوغ نصا يحبُل بهذا الكلام
كلنا لقطاء أو نكاد
فلا تَقُل أيها المتعب بالجحيم
في الجحيم
وجدت الحياة لنموت
وأنَّ الشروق خروج من الحلم
دخول في التيه
لا تقل
الغروب سؤال الدروب عمن مر بها
وغاب
الدروب التي تهاب الدردشة
في واضحة النهار
تلبس الصمت كقطة قلمت أظافرها
تخاف ظلال الفئران
تلوذ بالسجود كما تسجد النعامة
في الرمال
ترى ما لا نرى
لذا إني أُشَكِّلُني نقطة بدء
في حقل الزمان
حين يشيخ الكل أصابُ بنزلة سؤال
أصابُ بحيرة إيمان
أبدأ من الخواء
فكرة في منقار الفجر
أنتهي أغنية من نبض الضياء
أرتاح كنافذة في الظلام
تغمض عينيها
وتنام
أمام الشوارع المزينة
بالحنين
الشوارع التي وضعت قمصانها
على مشاجب الأحزان.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى