لا تنتظر

محمد الدمشق | سوريا

لا تنتظرْ

أطلقْ عصافيرَ المنى

من سجنِ صدرِكَ

مثلَ ضوءٍ

و انهمِرْ

و اسقِ الدروبَ أريجَ نبضِكَ

عندما يسري إليها ليلُ حزنٍ

كي تنيرَ و تزدهرْ

لا تنتظرْ

فالصبحُ يبزغُ واثقاً

و يزيحُ كثبانَ الظلامِ

لينتشرْ

نغماتُهُ تحيي السنابلَ

توقظُ الأشواقَ فيها

مثلَ نارٍ في الضلوعِ

إذا استفاقتْ  تستعرْ

و كذا القصائدُ

من أناملِنا الجريحةِ

تنزفُ الألحانَ حتى

لا تجفَّ و تنكسرْ

………..

لا تنتظرْ

قمْ من رقادِكَ و انفجرْ

حاصرْ أنينَكَ

حينما يسري إليكَ ضبابُهُ

و يحطُُّ فوقَكَ

غيمةً سوداءَ

لا تمضي و لا تسقيكَ غيثاً

إنما تمتصُّ منكَ سناكَ

روحَكَ تَعتصِر

……

 

لا تنتظرْ

بدِّدْ غبارَكَ و انطلقْ حرَّاً

كأنفاسِ الندى

أنتَ الصدى 

و لكَ المدى

منكَ البدايةُ فاصطبرْ

و ارسمْ مصيرَكَ

لا تكنْ غصناً ضعيفًا ميِّتاً

ما بين أقدامِ الطريقِ

كعصفِ ريحٍ…  ينهصرْ

…….

لا تنتظرْ

ماذا تبقى منكَ

إن أغمضتَ حلمَكَ

و اكتفيتَ بعمرِكَ المهدورِ 

حتى تندثرْ

كل الذين مضوا بلا أثرٍ تلاشَوا

في ظلامِ  اليأسِ

فانهضْ من رمادِكَ

و اعتبرْ

حرِّرْ شذاكَ

و عدْ إليكَ

و كن سماءً

كن نشيداً

كن عبيرًا و انتثرْ

….

لا تنتظرْ

فالقمةُ الشَّمَّاءُ حين تؤزُّها الأنواءُ

تبقى في الأعالي مثلَ نسرٍ شامخٍ

لا تضمحلُّ و تنحدرْ

كن فاعلاً و ارفعْ طموحَكَ عاليًا

فوق الكلامِ

و ظاهرًا كعلامةِ الإعرابِ في الافعالِ

لا ظلَّاً شريدًا خائفاً

خلفَ الضميرِ المستترْ

لا تنتظرْ

أطلقْ شذاك ،

كن ثابتًا كالحقِّ أبلجَ واثقاً

و اقهرْ أساكْ ،

بارزهُ حتى يندحرْ

و اعلمْ بأنَّ عدوَّ فجرِكَ فيك يكمنُ

فاستدرْ

و بأنَّ حربَكَ مع دجاكَ

فلا تنمْ بين الركامِ

و عدْ لنوركِ تنتصرْ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى