وداعاً أيُّها الكونيُ
مصطفى مراد | العراق
على مضضٍ متى ما طابَ ريقُ
ستُنبِئُكَ المواسِمُ والوريقُ
°°°
بأنّكَ لا تمتُّ الى سواها
وأنَكَ (أيُها الولدُ الطليقُ)
°°°
تَمّرُ كما السحابِ تنثُ شِعراً
عراقياً برائِحةٍ تروقُ
°°°
لِأنفاسِ الترابِ بهِ امتزاجٌ
تُراودُهُ ، يُراوِدُها العشيقُ
°°°
بداخلِها لخارجِها هروبٌ
بخارجِها لداخلِها الزعيقُ
°°°
صراعٌ فلسفيٌ في حضورٍ
ومن ازلٍ يؤيدُهُ الفريقُ
°°°
على كُلِّ الحساباتِ امتدادٌ
لِما تجنيهِ عن شكٍ فروقُ
°°°
بيومٍ ما يُمزقُهُ احتراباً
ويومٍ ما مودتُهُ تتوقُ
°°°
لرحلةِ أُفْقِهِ او في مسيرٍ
عمودي الخُطى والوقتُ ضيقُ
°°°
وكنزُ السُندسِ المدفونِ افشى
لحارسِهِ الجزوعِ بما يُطيقُ
°°°
عنِ الصبرِ المُزيفِ وارتباكٍ
يخاتلُهُ الزفيرُ او الشهيقُ
°°°
وقفتُ على الفراغِ بغير معنى
وَأُومِئُ – أمهِلوني لا تُريقوا
°°°
بقايا ، ما سَيُمسِكُهُ غيابٌ
أُلَوِّحُ والقصيدَةُ والطريقُ
°°°
تُسَنِّدُني هُناكَ فسوفَ يُغمى
على لُغَتي وما عندي رفيقُ
°°°
أُهروِلُ بينَ افراجِ القوافي
واسألُ أيَّكُنَ بهِ تليقُ
°°°
بوجهي غُبرةٌ وتجعُداتٌ
وخطُّ الحُزنِ موروثٌ عريقُ
°°°
وَثِيمَتُهُ بطابِعِنا مزاجٌ
وكأسٌ من مرارَتِها تُذيقُ
°°°
جديبَ الروحِ ، عشبَ الروحِ نشقاً
ولا يُعليهِ في رِئَتيَّ ضِيقُ
°°°
يُشاغِلُني ابنُ يوسُفَ عن رُهابي
ويسحبُني تودُدُهُ الرقيقُ
°°°
كما كلِّ الصعاليكِ القُدامى
أهيمُ بنوبةٍ لا استفيقُ
°°°
وداعاً يا لهذا الظعنِ فيهِ
يتامى او سبايا الشِعرِ سيقوا
°°°
وداعاً ايُّها الكونِيُّ أنّى
تشاءُ فانَّ عالمَكَ العميقُ
°°°
تدورُ وانتَ قُطبٌ لا يضاهى
بلا شدخٍ ولا عطبٍ يُحيقُ
°°°
برؤياكَ التي قد كانَ ادنى
شظاها – عندَ نيزكِهِ البريقُ
°°°
يُحَوِّلُ ما بخيبَتِنا طموحاً
مثيراً ، يُستَساغُ بهِ الحريقُ
°°°
تقولُ فتُسرجُ الكلماتُ خيلاً
مُجَنّحَةً ، لها وقعٌ رشيقُ
°°°
لها سرٌ تُحَرّكُهُ الخفايا
وتشرحُهُ السماءُ فَمَن يُعيقُ
°°°
على كُهنٍ وانتَ بِصَولَجانٍ
سوى عرشِ الفرادةِ لا يليقُ
°°°
بحضرَتِكَ الأخيرةِ حيثُ تمضي
فَأُفقُكَ نابتٌ وهو العتيقُ
°°°
عَطَفتُ اليكَ لكن لم تُجبني
ومغفِرَة ً بلا عُذرٍ تسوقُ
°°°
مُمزقةٌ ٌ بلادُ الربِّ هذي
بطولٍ او بعرضٍ تستضيقُ
°°°
بها من كلِّ لونٍ مستريبٍ
شقيقٌ لا يواءِمُهُ شقيقُ
°°°
عدا بعضٌ على بعضٍ فماتا
ولم يُبعث غرابٌ والنعيقُ
°°°
علا في كلِّ صوبٍ واشرأبت
عيونُ الموتِ والدمعُ العقيقُ
°°°
اخاديداً يُحَفّرُ في قلوبٍ
هَمَت فيها ومذبحةٌ تُريقُ
°°°
أمانَ اللهِ لا عُذراً يواري
وسوأتُنا هي الوطنُ السحيقُ
°°°
تلاقَفَهُ الغُزاةُ بكلِّ حربٍ
وطبَّلَ خائِنٌ مِسخٌ صفيقُ
°°°
على دفقاتِ ثديِ العارِ كانت
مراضِعُهُ وذا وصفٌ دقيقُ