الأسد ليس زئيرا فقط
سمير حماد | سوريا
ذهب أحد المصارعين العتاة إلى أحد الوشّامين وطلب منه إن يرسم له شكل الأسد على كتفه تباهياً بقوته, وكي يلقي الرعب في خصومه عن طريق حقن الحبر بالابر تحت الجلد.
تمدّد المصارع على الأرض وبدأ الوشّام عمله وما إن غرز الإبرة الأولى في جسم المصارع حتى صرخ من شدة الألم, وقال : لقد قتلتني أيها الوشّام, فقال له: أنت الذي أردت ذلك فعليك أن تتحمل
فسأله المصارع: ماذا تفعل؟
فقال الوشام: أنت طلبت مني أن أرسم صورة الأسد على كتفك
فقال له المصارع:أي عضو من الأسد بدأت به؟ فأجاب الوشّام: بدأت من ذيله؛ فقال المصارع: لقد احتبست أنفاسي من شدة الالم, لا أرى ضرورة للذيل.
ثم غرز الوشّام الإبرة مرة أخرى في كتف المصارع, فصرخ المصارع مرة أخرى متألّماً؛ قائلاً: أي عضو ترسمه الآن؟ فقال الوشّام: إني أرسم أذن الأسد, فقال المصارع: لاحاجة للأسد بالأذن, فأرسم عضواً آخر.
ثم غرز الوشّام الإبرة في كتف المصارع, مرة أخرى, فأطلق المصارع صرخة ألم عالية أخرى, وقال أي عضو من الأسد هذا؟ فقال له الوشّام: البطن فقال له المصارع: لا حاجة للبطن.
فغضب الوشّام, وألقى بالإبرة أرضاً وقال: هل يوجد في العالم اسد ليس له ذيل ولارأس ولابطن؟ إن الله لم يخلق مثل هذا الأسد بعد.
دعني أرسم لك نملة صغيرة توفّر عليك الألم، واكتف من الأسد بزئيره لا بجسده؛ لكن لتعلم أن الأسد ليس زئيرا فقط