الربيع العربي.. قصة من التراث
صلاح عويسات | قاص وشاعر فلسطيني
أوعز الملك إلى رئيس نساجي قصره بصنع بذلة له ليس لها مثيل،فطلب منه مهلة، ومكان بعيد مجهز بكل وسائل الراحة حتى يتم العمل، بعد شهر أرسل الملك وزيره ليتفقد تقدم المشروع،نظر من الشباك خلسة فرآهم ينسجون بلا شيء مجرد حركات،عاد الوزير فأخبر الملك أن العمل ماض على قدم وساق،بعد مضي شهر آخر رأى الملك أن يذهب بنفسه ليرى سير العمل ، فاستقبله كبير النساجين وعماله بالحفاوة والترحيب، ولما لم ير الملك شيئا سأل عن اﻷمر، فأجابه بأنه قد صنع قماشا ﻻيراه إلا اﻷذكياء ،وكل من لم ير القماش فهو غبي،اضطر الملك أمام الوزراء والحاشية أن يداري النساجين خوفا من اتهامه بالغباء وهو من هو،طلب منه كبير النساجين أن يأخذ مقاسه ليفصل له بذلة من ذلك القماش العجيب، وفعلا شرع بأخذ القياس ووعده بإنجاز العمل، بعد اسبوع أحضر إلى القصر علبة كبيرة فيها قطع البذلة، وطلب من الملك أن يخلع مﻻبسه ويلبس تلك البدلة،لبس الملك البذلة السحرية وتفتل أمام الحاشية سألهم كيف هي؟
كتم الجميع ضحكاتهم وأثنوا على الخياط وصانع القماش،حينها اقترحوا على الملك أن يخرج ألى شعبه وهو يرتدي تلك البذلة،صاح أول من رآه ضاحكا ملككم عار، ردت الحاشية بصوت واحد غبي وكلما قال واحد من الشعب الملك عار اتهموه بالغباء.