قصة شعرية قصيرة
تركي عامر | فلسطين
سَيِّداتِي سادَتِي، صَمْتًا رَجاءً!
لا تَخافُوا! لَنْ أُطِيلَ اللَّغْوَ. هٰذِي
قِصَّةٌ جِدًّا قَصِيرَةْ.
قُمْتُ يَوْمًا أتَمَشَّى طَلَبًا
لِلْوَحْيِ (ماذا؟)، وَإِذا بِٱمْرَأَةٍ
عاصِفَةٍ تَأْخُذُ لِي عَقْلِي أسِيرَا.
يا إلٰهِي، قُلْتُ. ما هٰذا؟
وَأَرْدَفْتُ: لِماذا
شاءَكِ اللهُ مُثِيرَةْ؟
لَمْ تَقُلْ شَيْئًا.
فَثَنَّيْتُ: كَأَنِّي فِي مَنامٍ،
غَيْرَ أَنِّي لا أرَى تَحْتِي
سَرِيرَا.
ضَحِكَتْ ضِحْكَةَ سَكْرَى،
جَعَلَتْ قَلْبِيَ مَجْنُونًا يُغَنِّي:
لِمَ يا حُبُّ تُنادِينِي كَثِيرَا؟
عالَجَتْنِي مِثْلَ نارٍ:
كَيْفَ يَأْتِي الشِّعْرُ؟ قُلْ لِي!
قُلْتُ: يَأْتِي مِثْلَ ماءٍ..
مِنْ يَنابِيعَ كَثِيرَةْ.
رَفَعَتْ قُبَّعَةً. فَاحْمَرَّ حِبْرِي.
قُلْتُ: لٰكِنْ لا أُسَمَّى شاعِرًا لَوْ
قُلْتُ سَطْرًا لا يُسَمِّيكِ أمِيرَةْ.
عاجَلَتْنِي بِحَياءٍ مُسْتَحَبٍّ:
هَلْ تَرانِي مِثْلَما قُلْتَ مُثِيرَةْ؟
قُلْتُ: لا يَكْذِبُ شِعْرِي.
كُلُّ ما فِكِ مُثِيرٌ.
غَيْرَ أنَّ المُسْتَدِيرَةْ،
لَوْ رَآها شاعِرٌ أعْمَى لَغَنَّى:
أشْكُرُ اللهَ بِأَنِّي مُبْصِرًا
صِرْتُ وَما زِلْتُ بَصِيرَا.