هكذا يموت المبدعون في اليمن
بقلم: زين العابدين الضبيبي | شاعر يمني
وحدهم الشعراء والمبدعون من يدفعون الثمن مرتين مرة لفرط إحساسهم بالناس ومعاناتهم، وأخرى لأنهم من أكثر الفئات تهميشاً في زمن الحرب والخراب. وزارتي ثقافة ميتتان واتحاد أدباء متقاعد وواقع يفتح ذراعيه للتفاهة ويغلق أبوابه في وجه المبدع. هكذا مات الشاعر توفيق القباطي.
مات وهو ينتظر راتبه المقطوع ولا يجد قيمة الدواء بعد أن ضاق به الحال ووصل لحد الجنون، والنوم في الأرصفة والتشرد. حاولت أنا وبعض الرفاق أن نعمل الواجب ونجحنا في معالجته. وسلمناه لأهله في حالة جيدة. وحاولنا أن نوفر له الدواء. ونسيناه في زحمة همومنا، حتى فجعنا بخبر موته.
ولن يكون الأخير فكثيرون من مبدعي اليمن يعيشون مثل توفيق ويحتضرون بصمت. ونحن نموت بحسرتنا وعجزنا عن مساندتهم. وصرنا نترقب دورنا من بعدهم في بلد يموت فيه المبدع جوعاً ومرضاً ويدفن بسيل جرار من المراثي والتعازي والحسرات، التي لو ذكره أصحابها في حياته لما مات بهمه ومرضه.
مخذولاً.
هل على المبدع في بلدي أن يدفع أكثر من غيره ثمن الحرب؟
وهو ينزف روحه وإبداعه على قارعة الخذلان والجوع والفاقة ؟. لتسحقه الظروف والمعاناة التي التي لم تعد تخلق بل تخنق وتقتل الإبداع والمبدع؟
من نناشد ومن يسمع؟
ولمن أكتب في بلد بلا رأس؟
ورؤوسٍ حاكمة بلا ضمير لديها مناعة ضد الفن؟.