صهِيل أعْراقي
عماد الدين التونسي | تونس
فِي رِحابِ..الْعِطْرِ والنيْسان
غبَرت حَاكِمتِي..مُهَرْوِلةً
لِأرْضِ الْبُعْد والْهِجْران..
لمْ تنْتظِرُنِي ولَا بالُوناتِ.. أعْيادِي
السّابِحةِ بِسماء الشّرقِ..
لمْ تُرافِقُنِي فِي إِعْلانِ..إِسْتِقالتِي
مِن فوْهات ..برَاكينِ الْحرقِ
بلْ تمنّعت..أبَت شمْسي
سمَاع..صهِيلِ أعْراقِي
وأشْواقي..الْمُثْقلةُ بِالرُّؤى
مضت ورْدةً..
علَى صهْوة..ِ قمرِ الْمدائِن
لِتتْرُك لِي..
قايا خُذْلانٍ..يزْرعُ بِقلْبِي
الْألَم بِالْلٍيْلِ والتَّحسُّر بِالنّهَار..
هكَذا..هربتْ مِنِّي موْلاتِي
غمامةٌبيْضاء..
بِنبْعِ أوْصالِي الْمسْكوبةِ..
أقْداح زُلالِ..ناديْتُها
مِن بيْن أضْلُعِي..لأُرتِّل عليْها
قُطُوف رِضاب..
فُصُولِ مِسْك النّسِيمِ..
تمنّيْتُ أنْ أعْزِف..
نُوتات آهاتِي علَى خدُودِها..
الْمخمرِيّة..موشِّحات
أنْ تقِف لحْظةً..بِإِحْدى أزِقّةِ
رُمُوزِي الْعتِيقةِ..
لِتسْترِيح فأسْترِيح..حِينًا
مِنْ عادِياتِ..الدّهْرِ
منْ تزَجُّرِ..سيْرنا الْذِيذ
لكِنَّها..رفضَتْ سماعِي
إِخْتارتْ..أَنْ تكُون أسِيرة الْهُرُوب
كعقارِبِ السّاعاتِ..تلْدغ ثِغْر
حظِّي..المْنْكُوب الْمرْكُوب
جسَدً..لِلأفْكارِ الْمُراقبةِ
وسَط..سوادِ الشّوارع الصّامِتةِ
كمْ أتُوق..لِرُؤْيتِها لِشمِّها
كما محَارِمُ عُشَّاق الغسَقِ..
لِأُكْمِل فِيها..
رسْمة إعْراج الشّفَقِ.. طيْفًا
يدُوم وَ لا يرُوم..
سِراط نًجاةٍ.. لِخُطُواتِ إِشْتهيْتُ
خطِّها.. بِوشْمٍ أمازِيغِي
يفْْتحُ..بوّابات التّارِيخ الْمجِيد
عِطْرٌ وَ ضاع مِنِي..
حُلْمٌ واِنْساب..ليْتنِي لزِمْتُها
جدّدْتُ بيْعتِي لها
أُعْلِنْتُ نْها مسْكنِي..سُلْطانَة جنَّتِي
وأنّني شهْريارْ الْمُذْنِبٌ..
قدْ تَاب..و فِي ثِغْرِه زَقْزقةُ
لِعُصْفُورٍ.. تائِقٍ لِإِلْقاء
آخِرِ نشِيدِ..لِلْغيْثِ الْمرْمرِي
على مسامِعِ..
شهْرزاد الْزّمانِ البهيِّ