سوالف حريم.. بسبوستي نمّورة
حلوة زحايكة | القدس العربية المحتلة
مصابي جلل، خسارتي كبيرة، فمنذ بداية العام فقدت صديقين لا مثيل لهما…فقدت “كنّاري” الذي كان يستقبلني ويودّعني بالتّغريد، يرقص لي، يفتح جناحيه كأنّه يريد أن يحتضنني، مات دون سابق انذار فافتقدته كعزيز على قلبي…بكيت “كنّاري” وحدي.
وتوالت المصائب على رأسي، فقطّتي “نمّورة” التي كان يطيب لها أن تجلس في حضني…تغفو وأنا أمسّد لها ظهرها…ترفع رأسها وكأنّها تشكرني، تفاهمت وإيّاها كما لم أتفاهم مع أيّ انسان…في الّليل عندما كنت أنام…كانت تأتيني دون ازعاج، تضع رأسها قرب رأسي…يحلو لها النّوم بقربي، أعطيت لها رعاية كتلك التي أعطيها لأبنائي…وبسبوستي “نمّورة” كانت تلبّي النّداء، فما أن تسمعني أردّد اسمها حتّى تأتيني مهرولة…تقف بجانبي…ترفع رأسها…تهزّ ذنبها علامة للرّضا…هذا اليوم افتقدت حبيبتي “نمّورة” ناديت بأعلى صوتي عليها…ولا مجيب…بحثت في حديقة المنزل فما وجدتها…وجاء صوت الشّؤم ليخبرني أنّ عجلات سيّارة سائق لا قلب له قد داست جسد بسبوستي الحبيبة، فقتلتها دون رحمة…صدمني الخبر المفجع، بكيتها كأمّ ثاكل تبكي وليدها…لم يطاوعني قلبي ويداي أن أجمع ما تبقى من رفاتها لأقوم بمراسم الدّفن…استعنت بابني فضحك منّي فزادني موقفه ألما على ألمي…فجاءت جارتي وجمعت ما تبقى من رفات “نمّورتي” في كيس بلاستيكيّ، حفرت لها قبرا في حديقة المنزل…واريتها التّراب الذي عجنته بدموعي…وما أصعب فراق الأحبّة.