زئبق أحمر: على هامش فايروس كورونا.. (الحلاّج يثقبُ فقاعات الجوائح برقصةٍ زاهدة)

عبد السلام سنان | ليبيا

نبيذ الغناء القروي يسيل من عرائشٍ تتفتّقُ خصوبة بلمسةٍ شقائقية، عجائبية الملامح الكونية، ظلٌ ممدود على شفير السواقي العارجة نحو أخْيلةِ الشمس الظافرة، تترنّحُ أسئلة العطش عند ثُمالة النهر الأزلي التكوين، عالقةٌ أجوبة المرايا في حقول القصب وبراعم التين اللاذع، الليل معارج الصمت الجاف، الأقباس لُجج في خصر العراجين، خصيبة تلاوين الغسق الكرنفالي، كصرخةِ الحلاج عند قيامةِ التصوّف، على ركحِ الزهد السديم، يثقبُ فقاعات الجوائح برقصةٍ زاهدة وبشطحاتٍ تصفعُ مؤخرات كورونا اللعينة، أصابع الشمع الليّنة، تعصرُ فوضى حواس الوحشة الضارية، أفتقدُ ظِلّيَ المنهك، كنيزكٍ تاه عن دربه، أقفُ يا سيدة الغياب في منتصفكِ النازي، أقرأُ شرائع فلاسفة الاغريق، تعاويذ أزلية التناص الأيروسي ودثار المساس قشيب الغفوة الهاطلة، قداسة التحليق عند ذُرْوةِ النص الشاهق، كجرأةِ التماع النمش لحظة انتشاء نهد بلّوري عارمٌ، يتصدّر هامة امرأةٍ خلاسية، الزغب الوبري قشعريرة الرجف، يلهبُ مفردة الغثاء بندفِ لحظةٍ لاهفة كوهلةِ الوجف الخافقة، ذاكَ الوجد انصهار همهمة عناقٍ فردوسي، يحرس صلصال اللثغ تدوزنه ملحمة الخلود السرمدية، لأنثى معجونة بلغةٍ أخرى وبملحٍ آخر وزئبق القصيدة الأحمر .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى