أفكار سلبية في التربية
زيد الطهراوي | الأردن
من مدة زمنية ليست بالوجيزة انتعش عندي رأي و هذا الرأي نابع من اعتراضي على بعض تصرفات تصدر منا نحن الكبار تجاه الصغار. لقد كان الكثيرون يضربون ابناءهم بسبب وبدون سبب، و أحياناً كثيرة يكون الضرب مبرحا فماذا كانت النتيجة؟
لقد أدى ذلك العنف الى نشوء أطفال معقدين نفسيا، أو منحرفين، ثم أدى ذلك الى منع المسلم في بعض البلاد من حقه في تأديب أبنائه وهذه هي نتيجة التمادي في ضرب الطفل و ظلمه الضرب في شرع الله مفسدة و لا يلجأ إليه إلا منعا لحدوث مفسدة ٱكبر منها؛ فالضرب مفسدة و ترك الصلاة مفسدة و لكن مفسدة ترك الصلاة أعظم من مفسدة الضرب فيلجأ إلى المفسدة الصغرى و هي الضرب لمنع حدوث المفسدة الكبرى و هي ترك الصلاة.
فالضرب مفسدة و النبي – صلى الله عليه وسلم – لم يكن يضرب و لذلك فسر العلماء ما ورد في القرآن من ضرب النساء بالضرب بالسواك أو بالمنديل، و لك ان تتصور مقدار الرفق الحاصل بالضرب بالسواك.. بمعنى أن هذا الضرب لا يؤلم و لا يحدث إصابات و لا يؤثر في الجسم.
وضرب النساء أو ضرب الاطفال يجب أن يكون حالة نادرة لأن النشوز لا يحصل من المرأة إلا نادراً، و يكون هناك حلول اخرى قبله و هي الوعظ و الهجر في الفراش و كثير من النساء يصلحن بالوعظ فلا يحتاج الزوج إلى هجرها فكيف بالضرب؟
وكذلك الأطفال من السابعة إلى العاشرة فتجد الأب ينصح ابنه و يحببه بالصلاة فيحب الأطفال الصلاة إلا حالات شاذة تحتاج إلى تصرف يشعرها بأهمية الصلاة فيضرب الأب ابنه برفق ليحدث صحوة عند هذا الابن
أعود لأقول إن الضرب أصبح عند الكثيرين عادة بل إنهم يوجبون الضرب المبرح و إن سبب آلاما و عقدا نفسية وانحرافا و كذلك الحال مع المدرس الذي أصبح ينهال على الطالب ضربا و سبا مهينا أدى الى تمرد الطالب على أستاذه و إلى أن تمنع وزارات التربية والتعليم الضرب مهما كان السبب؛ فكل شيء يزيد عن حده ينقلب الى ضده.. و قد أرسل الله – سبحانه وتعالى – نبينا محمداً – صلى الله عليه وسلم – لنتبعه لا لنعرض عن أوامره و هديه و أخلاقه
لقد أتت حالات إلى المستشفيات تعاني من ضربات وحشية تسبب بها والد غاضب وقد أتت كذلك حالات تسبب بها زوج مستهتر مما يؤكد أن مستقبل البشرية المتوج بالكرامة الإنسانية و العدل و الرحمة مرهون بالتمسك بدين الإسلام العظيم وتعاليمه السمحة.