لبيك اللهم لبيك
الكاتب المصري ــ محمــود الحسيني
لبيك اللهم لبيك .. لبيك لا شريك لك لبيك .. إن الحمد والنعمة لك والملك.. لا شريك لك.
لقد كان سلفنا الصالح يعيش مع هذا النداء الرباني بكل جوارحههم ويستشعرون أثناء ترديده ما فيه من معاني ودلالات، يستشعرون العظمة التى فيه .. فبها يقدمون على عبادة يرجون من خالقهم قبولها ويخافون من ردها.. تراهم تتغير ألوانهم ، وترتعد فرائصهم خوفاً ووجلاً من عدم القبول.
رأيت فيها كلمات رائعة.. رأيت فيها هى إسلام وإستسلام.. رأيت وهج الحياة .. هى طريق كاملة هى حياة.. هى استجابة متكررة لخالق عظيم رحيم.. لبيك إستسلاماً وخضوعاً وإنقياداً لك يارب.. هى تلخص لكل ما في الفريضة من معانٍ ودلالات.. هى تلبية واستجابة لنداء أبي الأنبياء الخليل إبراهيم عليه السلام:- (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) .. فكانت إجابة البشر من مشارق الأرض ومغاربها طلباً لمرضات الله واستجابة لندائه ..
وقد ورد فى فضل التلبية أجر عظيم:– سئل النبي صلى الله عليه وسلم:- أي الحج أفضل؟ .. قال :- العج والثج .. رواه الترمذي .. ويقول الإمام ابن قدامة رحمه الله فى كتابه المغنى حول هذا:- (ومعنى العج :- رفع الصوت بالتلبية .. والثج: إسالة الدماء بالذبح والنحر…)
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:-(ما من مسلم يلبي إلا لبى من عن يمينه أو عن شماله من حجر أو شجر أو مدر، حتى تنقطع الأرض من هاهنا وهاهنا) رواه الترمذي
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر؛ فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) رواه أحمد ..
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:- (أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالإهلال والتلبية) رواه الترمذي ..
وقد وجدت كتابات رائعة فى معانى التلبية نقلت لحضراتكم منها :-
كتب الأستاذ الكبير مصطفى مشهور:- (التلبية وما تحمل ألفاظها من معاني الاستجابة لداعي الله وما فيها من تنزيه عن الشرك وأن الحمد له وحده والنعمة والملك له وحده، ثم إن تكرارها باللسان وإنشغال القلب بها فيه تأكيد وتثبيت لمعاني الإيمان والتوحيد والشعور بفضل الله وفقرنا إليه).
وكتب الدكتور خالد أبو شادي:- (ومعنى التلبية :- إجابة نداء الله عز وجل على الفور مع كمال المحبة والانقياد، وتكرار كلمة (لبيك) وَعدٌ منك لربك بطاعة بعد طاعة وشهادة منك على نفسك بإجابة بعد إجابة، فَارْجُ الله أن تكون صادقا في دعواك، واخْشَ أن تكون غير ذلك فيقال لك : لا لبيك ولا سعديك).