الرواية الملعونة
ياسمين كنعان | فلسطين
صار همي الوحيد أن أنتهي من هذه الرواية الملعونة، ولا أدري إن كانت كلمة “هم”، وملعونة تتناسب مع رواية، أو قراءة رواية؟!
للعام الثاني على التوالي وأنا عالقة بين صفحات هذه الرواية التي سأسميها هنا: “الرواية الملعونة”، وليعذرني كاتبها على هذه التسمية.
ربما هو يعلم في قرارة نفسه أنها كذلك، وربما لا يعلم؛ فلم أسمع أبدا عن كاتب يقتفي مصائر كتبه ولا قرائه، أي بمعنى أثرها وتأثيرها! ولن استخدم ما اصطلحه النقاد من تسميات، مثل المرسل والمتلقي…فأنا لا أنبش في تأثيرها من حيث التلقي والقبول وغيره مما يندرج تحت مسميات النقد والأدب!
أنا أكتب عن حالة غريبة، وعن صدفة عجيبة أدخلتني في مداراتها؛ فصار الكتاب لعنة تلاحقني، وكلما قلبت صفحاته هبت علي النكبات والأعاصير من حيث لا أدري..أتركها وألقيها بعيدا، أبتعد عنها لشهور، ألعنها وألعن كاتبها.. لكنني أعود، أحس برابط غريب يربطني بها، أو بسحر أقوى من إرادتي، فأجدني منساقة إليها مرة أخرى. .!
وتقولون” الأمر هين، لا يبطل عمل السحر إلا النار.. أحرقيها ولينته كل هذا الجنون..!”
لكنني لا أتفق معكم، قلت لكم: الأمر يفوق إرادتي؛ وسأكون صادقة أكثر أريد أن أصل إلى نهايتها، ربما إلى نهايتي!
لا أحب النهايات المعلقة، أريد أن أقرأ نهاية الرواية متزامنة مع نهايتي. ولا أعرف كيف ستكون! الأمر أشبه ما يكون بمشاهدة فيلم رعب، ترعبك مشاهد القتل والدم والموت.. لكنك تصر على الوصول إلى النهاية، حتى لو مات البطل الأخير..!