قانون القومية، حفيد الميراث الصهيوني   

توفيق أبو شومر | فلسطين

“أيها المحتجون، لا تنزعجوا من قانون القومية، هذا القانون هو ميراثٌ صهيوني، هل كان ميراث الصهيونية سيتحقق بلا (عنصرية)؟!

ألم تبقَ المستوطنات التي بُنيت في القرن العشرين خالية من السكان الأصليين، (الفلسطينيين)؟!

كان عدد العرب، زمن وعد بلفور سبعمائة ألف، بينما كان عدد اليهود سبعين ألفا فقط، نصفهم من الحارديم، المعادين للصهيونية!!

إن الحركات اليهودية اليسارية لم تقبل الفلسطينيين في المستوطنات، فقد كانوا يشجعون الاستيطان اليهودي فقط!!

كما أن ضم الأراضي المملوكة للسكان الأصليين لم يأت بتجفيف المستنقعات، بل بواسطة العمل العبري، الهادف إلى طرد العمال العرب!

حتى عام 1948 لم ينجح الصهاينة في ضم عشرين في المائة من أرض (فلسطين)، فجاءت حرب 1948م حيث طرد سبعمائة وخمسين ألف (عربي) وتحولت أملاكهم إلى أملاك غائبين، ثم نُقلت لدولة إسرائيل. فقد كان صندوق أرض إسرائيل يملك تسعمائة ألف دونم فقط، وفي عام 1950 أصبح الصندوق يملك ثلاثة ملايين ونصف دونم، كلها تُؤجَّر لليهود فقط!!

أُقيمت سبعمائة مستوطنة يهودية جديدة، ولم تُؤسَّس أية قرية عربية، (هذا لم يُسجل كعنصرية)!!!

كان يجب على الصهيونيين بعد المجزرة النازية أن يكونوا عنصريين، وهذا دفع حتى، بن غريون، العلماني إلى منح المتدينين الحارديم سلطات على الشؤون المدنية، (تهويد، وعقد زواج) وكانت الغاية هي منع انصهار اليهود وامتزاجهم مع غيرهم، (أليست تلك عنصرية)!!

عام 1967 أدخل الاحتلال خمسة ملايين فلسطيني تحت سيطرته، مما دفع الحركة الصهيونية  للدفاع عن نفسها، بإقامة الحواجز، والجدران، والأسلاك، هذا لا يكفي، كان يجب تحديد هوية هذه الدولة (بقانون عنصري)!!

والسؤال (الغريب) لماذا لا تسعى إسرائيل للتخلي عن ، يهودا والسامرة، (الضفة الغربية) حتى تحافظ على هويتها اليهودية؟!!

هناك سببان، الأول استحالة تخلي الفلسطينيين عن الحرم القدسي، في مقابل التمسك الصهيوني به!

أما السبب الثاني، يعود إلى أن إقامة دولة فلسطينية سيشجع العرب، (الفلسطينيين الصامدين في أرضهم، منذ عام 1948 وهم 21% من مجموع سكان إسرائيل) على الانضمام لهذه الدولة الفلسطينية، إذن، ما الحل؟!!

ليس هناك سوى توسيع الابارتهايد، والمعازل العرقية، مع بقاء الجنوب المعادي، وإذا لم تستطع إسرائيلُ  تنفيذ مشروعها، فلا خيار سوى إشعال حربٍ كبيرة، لا أستطيع تصوُّر بدايتها، أو نهايتها!!!”

ــــــــ

[تلخيص بتصرف من مقال المؤرخ الجديد، شلومو صاند، صاحب كتاب، (اختلاق شعب إسرائيل) المنشور في صحيفة هارتس 28-7-2018م]

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى