كيان الإنسان بين منظور الطب الغربي والطب الصيني (3)
د. محمد حسن جعفر | مصر
هل الطاقة في الخلية مختلفة في الطبيعة والتكوين والتأثير من المنظور الطب الغربي عنها في الطب الشرقي، وهل يطلق الاسم نفسه هنا وهناك بينما المدلول مختلف؟ كيف هذا؟
يطلق مصطلح (بيت الطاقة في الخلية) على إحدى مكونات الخلية الذي بدوره يقوم بإنتاج الطاقة في الخلية البشرية حيث يقوم بالمشاركة في تحويل السكريات والدهون إلى طاقة عبر التنفس الخلوي وهذه الوظيفة تقوم بإنتاج وحدة الطاقة في الخلية ATP وهو مصدر الطاقة وهناك العديد من الخطوات التي تستوجب وجود عنصر الأكسجين ويتنج عن كل جزء سكر 32 و 34 جزءًا من وحدة الطاقة وهو ما يقرب من 89%من الطاقة المنتجة في عملية التنفس الخلوي (ATP) يحدث هذا التفاعل الكيميائى الحيوي داخل الميتوكوندريا وتختلف أعداد الميتوكوندريا باختلاف الخلايا وقد تنعدم في بعض الخلايا مثل كرات الدم الحمراء. وتحتوي الميتوكوندريا على مادة وراثية تختلف عن المادة الوراثية في الخلية ووجود خلل في المادة الوراثية يكون مصاحبا بعدة أمراض وراثية.
بينما الطاقة في الطب الصيني تختلف اختلافا شديدا وجذريا، فالصحة في الطب الصيني مبنية على التدفق المتوازن للطاقة الحيوية والتي توجد في جميع الكائنات الحية وتعرف باسم(chi) وحسب نظرية الوخز بالإبر فإن الطاقة تتحرك خلال الجسم عبر 12 مسارا رئيسيا وهذه المسارات مرتبطة بأعضاء داخلية وأنظمة عضوية معينة وعند غرز الإبرة في نقاط معينة (تحت طبقة الجلد مباشرة على امتداد هذه المسارات وتساعد هذه على تعديل تدفق الطاقة ويساعد الوخز بالإبر على تخفيف الألم وتعزيز وظائف المناعة.
وهناك سؤال متداول وهو كيف يمكن تفسير ما يحدث؟ وهناك بعض النظريات التي قامت في هذا الإطار فإن النظريات الكيميائية الحيوية أتثبت نجاح تسكين الألم ما بين 70% إلى 80% من عدد الحالات وهذه النسبة أعلى من غيرها من النسب.. لكن كيف هذا ؟
يعمل الوخز على إرسال إشارات عن طريق تنشيط ألياف عصبية نخاعية إلى الحبل الشوكي والمنطقة الوسطى للدماغ والمنطقة التي تسمى سرير المخ النخامية في الجزء الأوسط ) وقد اكتشفوا أن المواد الكيميائية الطبيعية تنتج في الجسم وتسمي الاندورفينات وتقوم بقلف الشعور بالألم عن طريق الارتباط بمستقبلات التخدير المنتشرة في جميع انحاء الجهاز العصبي وتقوم منطقة سرير المخ بطلاق (اندورفينات بيتا وفي الدم وسائل المخ الشوكي عن طريق منع إشارات الألم القادمة من الوصول إلى الدماغ، ولاحظ العلماء بأن التردد المنخفض مع الشدة العالية أنتج تأثيرا مسكنا بطيئا في البداية ولكن بقاؤه كان لفترة اطول وكانت هناك تأثيرات لفترة أطول وعلى ذلك فإن تكرار العلاج بهذا الأسلوب يعطي فوائد متزايدة للمريض .
النظريات الكهرومغناطيسية الحيوية تستند إلى (تيار الجرح) ويعرف هذا التيار بقدرته علي تحفيز الخلايا القريبة لإعطائه رد فعل استشفائي. وقد وجدت الدراسات التي أجراها كل من الدكتور بيكر والدكتور ناكاتاني (أن النقاط الممتدة على طول هذه المسارات قد أظهرات قابلية التوصيل الكهربائي أعلى منها في مناطق الجلد الأخرى التي توجد بها نقاط .
وهناك نموذج (زانج بوب) الذي يوضح بأن جسم الإنسان يتكون من الصوديوم والبوتاسيوم وأيونات غير عضويه مشحونة مثل البروتينات والأحماض النووية التي ينتج تسارعها إشعاعا كهرومغناطسيا حسب النظرية الفيزيائية وتقوم إبرة الوخز بتنشيط تيار الجرح مما يحدث تغييرا في الحقل الكهرومغناطيسي ومن ثم تحدث التغيرات في الاستجابة الحيوية.