غواية
فاطمة نزال | فلسطين
وتحط على شرفةِ ذاكرتي
يمامةٌ
تطرقُ نافذةَ الشوق ِ
المعبأِ في قواريرِ الوقتِ المعتقة
تتكسرُ قارورةٌ ، ينداح التوقُ
ألملمُ ذاتي
أسترُ عري مخيلتي العذراءِ
إلا من صورٍ
وصوتِ هديلٍ
يناجي في الأنثى
فتختالُ الغوايةُ
غير عابئةٍ بشرفاتٍ
شرّعتها رياحُ تشرينَ
وهبوبٍ من شمال
فكت ضفائرها فتنتي
تركتْ لتشرينَ العبثَ
في خصلاتها
فض بكارةَ الشوقِ
فارتعشت قارورةٌ أخرى
تراقصتْ على الأرضِ نشوى
فانهمرَ رذاذُ الوصلِ
ودارت
فيها الدنيا
طافَ الكونُ بلفتها
أضحتْ بؤرةً
أمستْ كعبةٓ العشاق
وقِبلةَ نساك التماهي
اشربوا نخبَ الوصالِ
من دموعِ انتحابي
يا كل المقهورين بالوجدِ
المصلوبينَ على بندول ِ
الساعةِ
لا تحدقوا كثيرا
ولا تنتظروا
اتركوا للحنين مسافةً
لا تستمطروه
ولا تصلّوا لاستسقاء غيثهِ
فعندما تسوقُهُ رياحُ الولهِ
سينهمرُ سيلا ً
وسيكسرُ كل القواريرَ المعتقة ِ
لا تستعجلوه
فتفسدوا طقوسَ الجوى
وتبددوا هالةَ السحرِ
التي تهبهُ هذا الألق
واتركوني تحت أرديةِ
حريرٍ يغازلُ
الفرحَ في مقلتيهِ.
يلامسُ بأناملهِ الرقيقةَ
شف ثوبي
ويستشعرُ نعومة َظلي
فيقتاتُ على حلمٍ
يراودُ مخيلةً أثقلتها بالوهمِ
الصورُ