القابلة.. قصة قصيرة
منال رضوان | قاصة مصرية
(ذات يوم سيسود الصمت)
لم يتركها الأمس حبلى بأحلامها، وسط طعنات متلاحقة وانتفاضات خاصرتها المضطربة رقدت على قدمها اليسرى خثرة سوداء، عبثًا حاولتُ حمايتها بأصابع مشدودة لأعلى وصرخة غوث، لكن شلالًا أحمر قد اندفع في دفقات تتسابق متصارعة بين جسد مائت وروح مازال نابضًا.
– لقد تأخرتم كثيرا :
بحديث الواثق من إخفاقه تمتمتُ بقولي.
كانت تنظر إلى عينيَّ وأنا أعتصر حشاشتها بصنعة أعوامي، مازالت يدي تحمل موتًا واحدًا وحيوات كثيرة وبرغم أن عينيها كانتا تتفرَّسان في وجهي فإنني أجيد إنجاز مهمة تطهير أوعية الطبخ.
إن صخب البكاء المكتوم يزعجني أكثر ويؤثِّر على قوة أصابعي التي أصابها يبس الاعتياد.
لا بأس، فربما كانت تحتاج هي الأخرى إلى بعض الوهن كي تشعرني أنني مازلت أتألم، أذكر أنني أضعت رفاهية الحزن منذ زمنٍ بعيدٍ، وبرغم صنعتي المشهود لها لم يُنضج وعائي شيئًا أبدًا.
لملمت قصاصاتي ولم آخذ منهم أموالًا.. بل إنني منحتهم تحويجة طهر الأيام القادمة ،كأنني كاهنٌ يمنح أتباعه صك الغفران وانصرفت مسرعةً لأبحث عن حياةٍ جديدةٍ بقبضة الموت.