مِنْ وراءِ الباب

رياض ناصر نوري | سوريا
وَقفْنا جَميعًا..
ندفعُ البابَ كيْ نخرجْ ..
نؤمنُ أنَّ مَنْ وراءَ البابِ
همْ أقلُّ عدّةً وعَدَدًا ..
أياديهُمْ
أقلُّ أصَابعَ مِنْ أصَابعِ أيادينا ..
والطريقَ التي يقفونَ عليها
أقلُّ نظافةً من أرصفةِ الطريقِ
التي يَنامُ عليها أولادُنا
دونَ أنْ يفِزُّوا من النومْ .
والخبزَ الذي يأكلونَهُ ..
حينما يستريحونَ وراءَ البابِ العاليْ
أقلُّ استدارةً ورائحةً مِنْ خبزِنا .
لكلِّ واْحدٍ منهمُ هناكَ
زجاجةُ ماءْ ..
نصفُها الأسفلُ فَارغٌ
ولكلِّ عشرينَ رجلًا و وامرأةً منَّا
شربةُ ماءْ
ولاعطْشى بيننا .
غالبًا تساعدُنا العصافيرُ في دفعِ البابْ
فنتركُ لها حصةً من التينِ ..
في أشجارِ بيوتِنا
وفوقَهمُ هناكَ
يحوّمُ سِرب ُجرادْ .
هم يتركونَ قربَ مَخَادعِ نومِهمْ
سَاعةً رمليّةً مكسورهْ
وعلى نوافذِ بيوتِنا ساعةً ببندولٍ ..
تدقُّ كلما اهتزَّتْ قلوبُنا
وكلما نادى وَاحدٌ منّا :
ادفعوا..ادفعوا ..سنخرجُ ..
تَدقّ السّاعةُ
كلما وَلَدَت امرأةٌ منّا
ونَطقَ الذي في المهدِ :
أرى نورًا هناكْ..
وستخرجونْ .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى