محاولة شعرية لقراءة قصيدة “الحديقة النائمة” لمحمود درويش
ياسمين كنعان | فلسطين
اللوحة للفنانة الألمانية: جولي فون إيجلوفشتاين
ما الجديد الذي عثرت عليه في القراءة الجديدة للقصيدة ؟!
إنه الحلم ؛ فالعاشق ينسحب من ليل محبوبته ويترك لها أحلامها ، وربما حلمهما معاً !
يغطي أحلامها وينسحب من المشهد ، يودعها بنظراته وأنفاسه وقطرة مرتجفة من دمه ، يترك روحه في سريره ممسكة بأطراف حلمها ويمضي إلى نسيانه !
فهل ينسى ، وهل تنسى ؟!
“وريتا تنام ..تنام وتوقظ أحلامها “؛ في الحلم تستكمل حلمها ، في الحلم نحول أحلامنا إلى واقع ونستكمل الحلم الذي أفقده الواقع ألقه ورونقه ..!
بماذا تحلمين يا ريتا ؟!
بحلم يكون لنا ونكون له..
بماذا تحلمين يا ريتا ؟!
بيدك التي تسند حلمي ووردي الذي ينبت على ساعديك!
بماذا تحلمين يا ريتا بعدي ؟!
بيدك التي تحاول سرقتها من تحت وسادة أحلامي ، وبصباح تمسدّ فيه يدك خيوط الشمس الأولى وشعري !
وماذا أيضاً ؟!
بالعسل الذي ستنسكب فيه ملامح وجهك عندما أفتحهما للمرة الأولى على صورة وجهك!
بماذا تحلمين يا صغيرتي ؟!
بليل يغطي عراء أحلامنا، وشجرة ياسمين يستظل بها حلمي..
بنبض قلبك ومطر شوقي!
بظلي وظلك ينغلق عليهما باب الحلم ذاته،
ببداية تكون لنا ونهاية لا تأتي،
بثوان من لقاء،
بذاكرة نعمرها بذكريات جميلة لزمن قادم،
بشجرة نستظل بها ونعانقها وتعانقنا حين يضيق الواقع!
ريتا ..بماذا تحلمين ؟!
بصباح واحد أوقظ فيه نعاسك بفنجان قهوة من رحيق وردك ووردي..
ريتا بماذا تحلمين ؟!
ببنفسج ينمو في مطلع الحكاية قبل الحكاية؛ فندركه قبل أن نصل البداية!
أحلم بك بعد ثلاثة عشر شتاءً ذات الحلم وأصحو حين تحاول سرقة يدك من حلمي فأتشبث بأصابعك وأُعيدك إلى عمق حلمي ..!